كمن ينفخُ في رمادٍ هذا الحاضرُ لا من يُرتِّقُ جُرحَهُ لا من يُصغي للنّحيبْ.. كأنّ الفصولَ توالتْ عليهِ معاصيَ تُلقي بثقْلها دون رقيبْ.. فهل تعلمُ يا ابنَ الحاضرِ من بدّد الأحلامَ جمراً والشمسُ آخذة ٌ في المغيبْ؟.. يا هذا الحاضرُ يا حجراً لا يُصيبْ أين اعتقالُكَ للأماسي وبوْحُك للمسافاتْ؟.. أين صوتُكَ العالي وحرفُكَ الباهي كالدالياتْ؟.. كُنْ شاهداً على موتِكَ حين الموتُ ساحة ٌ تغْتالُ صوْتَكَ المَهيبْ.. يا هذا الحاضرُ ها قدْ فاضَ التّنّورُ وأنتَ ما زلتَ كما أنتَ.. تعصرُ عمراً ذبُلتْ غصونهُ وارتمتْ كظلٍّ يغُطُّ في ذاكرةٍ لفَّها الغبارُ من كل جانبْ يا صنماً أغْفلتْهُ الفأسُ ويا وهْما تدَثَّرَ بالنسيان ِ في ليلهِ الرتيبْ.. كثُرَ النّواح بالمدينةِ يا غريبْ وليلُ الأطفالِ مضى نحو نهاياتهِ فكيف للمعْنى أن يستقيمَ في سكنٍ قُدََّ من ألغامْ؟.. وهل يصلحُ العطّارُ ما أفسدتهُ الأيامْ؟ لا جدوى الآنَ من العتابِ ها قدِ انقطعَ الخط ُّ وضعُفَ الصّبيبْ.. فلمن تحكي شهرزادُ ولم يبقَ في جُعبتِها ما ترويهِ غيرُ بقايا حاضرِكَ المعيبْ؟ يا هذا الحاضرُ كم هو مذهلٌ وشاسعٌ هذا المدى في أفقهْ ارتدّتْ أصواتٌ تناشدُ فجراً جديداً شمسهُ انفلتَتْ من بين الأصابعِ مثل طيرٍ جانحٍ ينثُرُ سؤالَ الوجودِ فهل من مجيبْ؟ قلت انكشفَ الغطاءُ هي ذي اللحظة ُ سيّدة ُ البهاء ِ تنبعثُ من رمادْ لحظة ٌ هتفتْ تبوحُ بالأسرارِ وعزمُ الأحرارِ شامخٌ كالأشجارِ فاسألِ النّيلَ والرّقراق واسألْ ما ومن شئتَ عن غضبةٍ حرّى تمْتطي صهْوةَ المجدِِ تسابق الريحَ بأجنحةٍ لا تخيبْ..