وجه اتحاد الفرنسيين اليهود من أجل السلام رسالة مفتوحة مما جاء فيها: «في هذه السنة التي تصادف الذكرى 6 لقيام دولة إسرائيل عادت العاصمة الفرنسية باريس لتؤكد من جديد دعمها للدولة التي أعلن عن قيامها بن غوريون في سنة 1948... وتمثل ذلك من خلال اللافتات والملصقات العريضة المثبتة بحديقة Bercy تؤكد دعم الباريسيين للجندي الفرنسي / الإسرائيلي «جيلاد شالبت» ولاثنين آخرين من أسرى الحرب الإسرائيليين. وعكس ذلك فلا وجود لأي ملصق أو وسيلة إعلامية عمومية أخرى تعبر عن قلق الباريسيين واشتغالهم بمصير الأسير الفرنسي / الفلسطيني صلاح عموري أو بمصير 11000 من الأسرى السياسيين الفلسطينيين. ثم خلال شهر مارس المنصرم شهدت باريس تنظيم معرض الكتاب الذي خصص للأدب الإسرائيلي والذي لم يُدع له إلى جانب الرئيس الإسرائيلي آنذاك شيمون بيريز سوى كاتب عربي واحد من إسرائيل، ولم يكن هناك أي مجهود لدعم الحقوق الثقافية للشعب الفلسطيني في وقت كانت فيه المؤسسات التعليمية والجامعية بباريس إما مقفلة أو تعج بالقلاقل بسبب الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. أكثر من ذلك تم استقبال عمدة القدسالمحتلة الذي كان في زيارة رسمية لباريس وتم وعده بتمويل إحداث نافورة بالجزء الإسرائيلي من المدينة المقدسة المحتلة... وقد اكتمل إنجاز هذا المشروع هذه السنة بمناسبة الذكرى 60 لقيام دولة الكيان الصهيوني... هذا في تجاهل تام لحقوق الشعب الفلسطيني وتطلعاته. وقد اعتبر اتحاد اليهود الفرنسيين من أجل السلام انعدام التوازن هذا الحاصل في مجهودات التعاون وفي الإعلام العمومي سواء تعلق الأمر بإسرائيل أو بفلسطين لا يساهم قطعا في ضمان سلام عادل بمنطقة الشرق الأوسط. وقد عبر الاتحاد المذكور عن قلقه بهذا الخصوص في رسالة مفتوحة وجهها خلال شهر يوليوز الماضي إلى عمدة باريس ولم يتلق عنها جوابا سوى خلال شهر شتنبر يفيد فيما يشبه الديماغوجية أن «مدينة باريس تستهدف دائما إقامة توازن في علاقاتها مع شركائها في الشرق الأوسط».. فأي علاقات هذه يمكن ربطها مع قوة محتلة وشعب مضطهد. وتضمنت الرسالة الجوابية أيضا مبادرة عمدة باريس لتنظيم أيام ثقافية كان من ضمن فقراتها معرض فلسطيني بعنوان: «فلسطين، الحياة فقط» وذلك برواق الفنون بباريس... لكن هذه المبادرة المحمودة على أي حال ظلت «سرية للغاية» إذ لم تصاحبها وسائل دعائية أو إشهارية للتعريف بها... وللتذكير فإن سنة 2008 ليست فقط سنة الذكرى 60 لقيام دولة إسرائيل، بل هي أيضا الذكرى الستون «للنكبة» حيث تم طرد زهاء 750.000 فلسطيني من مساكنهم.. ومع ذلك يتم الصمت المشبوه عن ذلك. وفي الرسالة الجوابية أيضا هناك قرار لعمدة باريس بإحداث نافورة باريسية بالجزء العربي لمدينة القدسالمحتلة... ومثل هذه المبادرة تحتاج إلى بلاغ إطلاع الباريسيين عليها، وربما تخصيص حيز كاف لها بالصفحة الأولى لجريدة "à Paris" التي تصدرها بلدية باريس كل ثلاثة أشهر، أو الإبلاغ عنها بأي وسيلة إعلام عمومي أخرى. وخلال اجتماع انعقد أخيرا لمجلس باريس عبر بعض فرقاء الأغلبية بالمجلس عن أملهم في إطلاق اسم محمود درويش، الشاعر الفلسطيني المتوفى أخيرا، على إحدى الساحات العمومية بباريس، ولم يعارض الاشتراكيون (المعارضة) هذه المبادرة.. فهل ستتحقق هذه الرغبة؟ وبتنسيق بين اتحاد اليهود الفرنسيين من أجل السلام والجمعية الفرنسية / الفلسطينية للتضامن تم اقتراح مشروع في إطار التعاون الدولي لمدينة باريس في القدسالمحتلة. وتم إشعار المستشارين البلديين بأن المصلحة الدولية لباريس تقوم حاليا بتمويل برامج في مجال الماء الشروب في الأراضي الفلسطينية بحريش وجنين... ويبقى ضمان التوازن بين الجزءين الغربي والإسرائيلي بالقدسالمحتلة في تمويل هذه المشاريع.