انتقد اللواء عبد الفتاح يونس، قائد أركان جيش التحرير الوطني الليبي، بشدة العمليات العسكرية لحلف شمال الأطلسي في ليبيا ، ووصفها بالبطء، في حين قال مسؤول كبير في الحلف إن الضربات الجوية دمرت ثلاثين في المائة من قدرات القوات الموالية للعقيد معمر القذافي. وقال يونس في مؤتمر صحفي في بنغازي إن «رد حلف الناتو بطيء جدا»، وتساءل «هل القوة المعادية المتقدمة تبقى تنتظر حتى يأتيها قصف (الناتو)... تكون قد دخلت المدينة وأشعلت فيها النار». وأكد عبد الفتاح يونس إن مدينة مصراتة تتعرض لحرب إبادة حقيقية, مبديا خيبة أمله في حلف الناتو بسبب تردده في نجدة سكان مصراتة الذين يتعرضون لقصف يومي من قبل قوات القذافي. وقال «لو أراد الناتو أن يحرر مصراتة لفعل, لكنه لا يريد فعل ذلك بتعلله بتجنب قتل المدنيين». وطالب الحلف بأن يؤدي عمله بشكل صحيح وإلا فسيكون على المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا أن يحيل الأمر إلى مجلس الأمن الدولي. في المقابل، قال مسؤول عسكري كبير في حلف الأطلسي إن الضربات الجوية دمّرت ثلاثين في المائة من قدرات القوات الموالية للعقيد معمر القذافي. وقال مارك فان أوم ، وهو ضابط كبير بالحلف في مؤتمر صحفي ببروكسل، إن ضربات الحلف أصابت دبابات القذافي، ونظم الدفاع الجوي التابعة له حول مصراتة وبالقرب من البريقة شرق البلاد ، حيث يتواصل القتال لليوم السادس على التوالي وفي مناطق أخرى. غير أنه أضاف أن استخدام القذافي للمدنيين دروعا بشرية ، وإخفاء مدرعاته في مناطق سكنية ، يحد من قدرة الحلف على ضرب الأهداف. في نفس السياق، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية سحب مقاتلاتها التي تشارك في الحملة الدولية في ليبيا. لكن المتحدث باسم البنتاغون، دارين جيمس، أوضح أن القوات الأميركية ستبقى مستعدة للتدخل إن طلب ذلك حلف الأطلسي الذي تولى إدارة العمليات العسكرية. وقالت مصادر أميركية إن كريس ستيفنس، مبعوث الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي وصل إلى مدينة بنغازي، التقي بأعضاء المجلس الوطني الانتقالي الليبي. و ناقش معهم احتياجاتهم وإمكاناتهم، في خطوة قد تمهد الطريق لاعتراف أميركي بالمجلس. وقال إنه جاء للتعرف على أعضاء المجلس الوطني، وعلى نوع النظام السياسي الذي تعتزم المعارضة إقامته ، وكيفية مساعدة المجلس الوطني الانتقالي على دفع المستحقات المالية في ظل العقوبات الدولية المفروضة على ليبيا. وتابع «نقر بأن المجلس الوطني الانتقالي يحتاج للدعم، وسنبحث السبل التي نستطيع من خلالها مساعدته».