سبق لوفد رسمي من منظمي المهرجان الإفريقي للسينما و التلفزيون لواغادوغو (فيسباكو) أن عقد ندوة صحفية أثناء انعقاد الدورة الثانية عشرة (يناير 2011) للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، بحضور المدير العام للمركز السينمائي المغربي، و هي مبادرة تدخل في إطار دعم هذا المهرجان الإفريقي العريق الذي نظمت الدورة الثانية و العشرون منه ما بين 26 فبراير الماضي و 5 مارس الجاري، بحضور وفد من المغرب و مشاركة بعض الأفلام المغربية التي عرضت داخل المسابقة الرسمية و خارجها، و تضمن برنامجها مسابقة للأفلام الطويلة و الأفلام القصيرة و مسابقات أخرى خاصة بالفيلم الوثائقي و السلسلات التلفزيونية (فيديو) و أفلام المدارس. بالنسبة للأفلام الطويلة منحت الجائزة الكبرى (الفرس الذهبي) للفيلم المغربي "البراق" لمحمد مفتكر، الذي فاز أيضا بجائزة أحسن صوت و الذي سبق له في الدورة الثالثة عشرة لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة، أن فاز بجائزة "عصمان سامبين" الكبرى. فاز المغرب في واغادوغو كذلك بجائزة أحسن صورة للفيلم عن فيلم "الجامع" لداوود أولاد السيد، و فاز بأربع جوائز عن أربعة أفلام شارك المركز السينمائي المغربي في إنتاجها ، و يتعلق الأمر بجائزة المونطاج للتقنية المغربية لطيفة نمير في فيلم "وزن القسم" من بوركينافاسو، جائزة الفرس البرونزي لفيلم "الشخص المثالي" من ساحل العاج، جائزة أحسن دور رجالي في فيلم "خطوة إلى الأمام " من بوركينافاسو ،و جائزة أحسن موسيقى لفيلم "في انتظار التصويت" من بوركينافاسو. جوائز أخرى منحت لأفلام من التشاد (الفرس الفضي و أحسن موسيقى) و هايتي (جائزة بول روبيسون كأحسن فيلم) ، و الجزائر (أحسن سيناريو و أحسن دور نسائي و أحسن ملصق) و مالي ( أحسن ديكور)، إضافة إلى الجوائز المشار إليها سابقا فازت بوركينافاسو أيضا بجائزة الاتحاد الأوروبي ، كما فازت بجائزة الموسيقى مع أفلام أخرى من السينغال و بنين. بالنسبة للأفلام القصيرة منحت الجائزة الكبرى (المهر الذهبي) للجزائر و الجائزة الثانية (المهر الفضي) لتونس و الجائزة الثالثة (المهر البرونزي) لمالي. كما شهدت هذه الدورة توقيع عقدة لتوزيع الفيلم المغربي "المشاوشة" لمحمد عهد بنسودة في القاعات السينمائية في بوركينافاسو، و تم عرضه في العاصمة واغادوغو بقاعتين سينمائيتين، و هو بذلك أول فيلم مغربي يوزع ببلد إفريقي بجنوب الصحراء، و هي خطوة أولى تمهد لتوزيع الأفلام المغربية في بلدان إفريقية اخرى مثل االسينغال و مالي و النيجر. الجدير بالذكر أن المغرب يشارك رسميا في هذا المهرجان و يدعمه بقوة، و يدخل هذا في إطار سياسة التعاون السينمائي جنوب جنوب مع الدول الإفريقية التي انطلقت في عهد المدير العام السابق للمركز السينمائي المغربي سهيل بنبركة (الذي ولد بمالي )، و استمرت بعد رحيله حيث شارك المركز السينمائي المغربي في إنتاج 27 فيلما ما بين سنة 1983 و السنة الجارية، و يتعلق الأمر بتونس (7 أفلام)، السينغال (5أفلام)، ساحل العاج (3 أفلام)، مالي (3 أفلام)، وفيلمان من بوركينافاسو و فيلمان من غينيا ، فيلم واحد لكل من بنين و مصر و الجزائر و التشاد، إضافة إلى فيلم تونسي فلسطيني مشترك، و هو دعم تقني ولوجيستي يلعب دورا أساسيا في جعل العديد من الأفلام الإفريقية ترى النور و تتطور نحو الأحسن من خلال الاحتكاك بالمهنيين السينمائيين المغاربة من مختلف التخصصات. الدعم السينمائي الذي يوليه المغرب للبلدان الإفريقية لا يتجلى في الإنتاج المشترك فقط ، بل يشمل مبادرات اخرى من بينها مهرجان السينما الإفريقية المنظم سنويا بمدينة خريبكة الذي وصل دورته 13 في السنة الماضية و الذي تم إنشاؤه في سنة 1977 من طرف النادي السينمائي لخريبكة، و هو مهرجان يرأس مؤسسته المدير العام الحالي للمركز السينمائي المغربي نور الدين الصايل، و هو أيضا أقدم مهرجان في المغرب من بين أهدافه تعزيز التعاون و التضامن بين البلدان الإفريقية و النهوض بالحوار بين الثقافات الغنية و المختلفة و المتنوعة لهذه البلدان.