شهدت الدورة الحالية من مهرجان السينما الإفريقية بواغادوغو، المعروف باسم مهرجان "الفيس باكو"، عرض 11 فيلما مغربيا، مثلت ثلاثة منها المغرب في المسابقة الرسمية فيما عرضت الأفلام الأخرى على هامش فعاليات المهرجان، الذي يختتم يومه السبت 5 مارس. وستكون حظوظ المغرب، الذي سبق له أن فاز بالجائزة الكبرى للمهرجان مرتين سنة 1973 بفيلم "ألف يد ويد" لسهيل بنبركة، وسنة 2001 بفيلم "علي زاوا" لنبيل عيوش، حسب تصريحات لجنة تحكيم الفيلم الطويل، التي يشارك فيها المخرج المغربي حسن بنجلون، قوية بالفوز ببعض جوائز المهرجان، خصوصا بفيلم "الجامع" لداوود أولاد السيد، الذي سبق له الفوز بالعديد من الجوائز الدولية والعربية، و"البراق" لمحمد مفتكر، الفائز أيضا بالعديد من الجوائز الوطنية والدولية، إضافة إلى فيلم "الدار الكبيرة" للطيف لحلو، الذي سبق لفيلمه "سميرة في الضيعة"، أن فاز في الدورة السابقة من المهرجان ذاته، بجائزة أفضل أداء للممثلة سناء موزيان. وبخصوص المشاركة المكثفة للأفلام المغربية، قال منظمو الدورة 22 للمهرجان، التي نظمت تحت شعار "السينما الإفريقية والسوق"، إن المغرب سيكون ممثلا، أيضا، في مسابقة أفلام المدارس السينمائية، رفقة ثلاث دول إفريقية فقط، كما سيكون المغرب أيضا، حاضرا في لائحة التكريمات، التي ضمت العديد من السينمائيين الأفارقة، الذين فارقوا الحياة ما بين 2009 و2011، ومن بينهم الراحل حسن الصقلي. وأوضح المندوب العام للمهرجان، الذي يعد من أعرق وأقوى المهرجانات بالقارة السمراء، ميشيل ويدراغو، في ندوة صحفية نظمت على هامش المهرجان، بحضور المدير العام للمركز السينمائي المغربي، نور الدين الصايل، أن المشاركة المغربية القوية، في هذه التظاهرة السينمائية الإفريقية ليس نابعا من عمق الروابط الثقافية والحضارية بين المغرب والقارة السمراء، فحسب، لكن لأن المغرب بات يمثل قوة سينمائية في القارة الإفريقية إلى جانب مصر، التي عادت إلى أحضان المهرجان بعد غياب طويل بفيلمين فقط، مؤكدا أن المهرجان لم يشهد مشاركة مثل هذا العدد من الأفلام منذ تأسيسه. وقال ويدراوكو، إن اختيار المنظمين البوركينابيين 11 فيلما مغربيا للمشاركة في المهرجان، نابع من قناعتهم بالعلاقات القوية، التي تجمع المغرب بمختلف البلدان الإفريقية، ومن المساعدات التقنية والمادية، التي يقدمها المغرب للسينما الإفريقية، مؤكدا أن المغرب أصبح رائدا في السينما الإفريقية، سواء من حيث عدد الأفلام المنتجة سنويا أو من حيث عدد المهرجانات السينمائية المهمة المنظمة بالمغرب، خصوصا مهرجان خريبكة للسينما الإفريقية، ومهرجان الفيلم الوطني بطنجة. وأفاد ويدراوكو، أن حظوظ المغرب بالفوز بإحدى جوائز المهرجان ستكون وافرة، لقوة الأفلام المغربية المشاركة، مذكرا أن المغرب سبق له أن فاز بالجائزة الكبرى للمهرجان في فئة الفيلم الطويل، مرتين الأولى بفيلم "ألف يد ويد" لسهيل بنبركة، والثانية بفيلم "علي زاوا" لنبيل عيوش، كما أحرز المغرب العديد من الجوائز في باقي المسابقات الرسمية للمهرجان، خصوصا مسابقة الفيلم الوثائقي، التي فازت بجائزتها الكبرى المخرجة المغربية ليلى كيلاني سنة 2009، بفيلمها "أماكننا الممنوعة". جريدة الصحراء المغربية