1 - في وقفة حساب في وقفة حسابْ يأتي منْ مطْلق الأبعادِ هاتفٌ رخيم ورحيمْ، يسأل حيّاً ميتاً مشدوهاً لا يكاد يستفيقُ من دَوار المَيّتين: لماذا كنتَ جامحَ السؤالِ متمردَ الجوابِ متذبذب اليقينِ وعسيرَ الاقتناعْ ؟ إلهي، حقا، لم أكن متينَ الدينِ لكنّ خيالي كان دائما مسكونا بوجودك، أرضَى ولو بلمحة جوابٍ منكَ لكني أشك في دعاوى المفترين وتغابي التابعينَ وتواطؤ المفتين والرعاة الوالغين. إذن من أهل الجنة تكونْ ولكنْ لن تطمئنَّ إلى وجودك بها عيانا، ولن تشفَى من شكّكَ الأرضيِّ لن تختبر اليقينْ.! 2 الحكاية سَرْد الحكاية على أوتار عودٍ شاردِ الرنين كالسير في الضبابِ في المسالك المجهولة وما الحَصى الذي يَشق الخُفَّ ويمِضّ القدمَين إلا نَشاز لازمٌ لوتر شريدٍ في متاهة الإحجام والندوب والذنوب أما الحكاية فصْدق هيَّ مثل حلْم طفلٍ خارقْ يحكيه متلعثما كما رآهُ قبل أن يستهزئ الكبارُ من غريب محكياته ، فكيف لا تضيع من خياله الحكاية ويَفرُغ الفراغُ للشرود والإحجامِ وخفوتِ صوت الروحِ وتراكمِ الضبابِ وجفافِ نهر الحُلم والخيال. 3 نشاز الهُويات العالم ،الحياةُ، واكتشاف سر الذاتِ ، أو معجزة الوجودْ ، حدود هيّ أمْ منطلقات ؟ وما تكون الذات غير آلة التوفيق بين حتميِّ الحياةِ وجموح الرغبات وما الهُوية إلا افتراضٌ واختيار واقتناعٌ وإرادة. هَباءٌ نحن ما لم نتعرّفْ ونُعرِّف بذواتنا ونكتشفْ جذورها الممتدة عميقا في شعاب الهوياتْ، نشاز العزف قد يأتي من سامِع أصمّ بينما أوتار العود في تناغمٍ حميمْ نشاز الهويات مِن تَشوش الخطاب وخفوت صوت الماء في المنابعْ تفور وتسيل في شعابٍ وجداول بعيدة لكنها تصُون بِلّوراتِها وأصلَ هوياتها: تمايزٌ مَرأيٌ وتناغمٌ خفِي ديسمبر 2010