لجأت وسائل الإعلام الموالية للعقيد الليبي، معمر القذافي، إلى تكثيف الدعاية باستعادة بعض المدن التي وقعت بيد الثوار، لكن شهود عيان من تلك المدن نفوا ذلك واعتبروها دعاية تأتي في إطار الحرب الإعلامية. وأفاد شهود عيان بسماع دوي إطلاق نار مكثف في العاصمة طرابلس، معقل القذافي، أعقبه الإعلان عن توجه القوات الموالية للقذافي إلى بنغازي. وقال شهود إن إطلاق نار مكثفا من بنادق آلية دوى بشكل مستمر في طرابلس قبل فجرأمس الأحد، لكن لم يعرف من الذي يطلق النار أو سببه. ونفى متحدث باسم الحكومة ، يدعى موسى إبراهيم ، وجود أي قتال في طرابلس، وأضاف أن كل شيء آمن، وأن طرابلس تحت السيطرة بنسبة 100% ، وأن هذه أصوات ألعاب نارية احتفالية ، وأن الناس موجودون في الشوارع يرقصون في الميدان. ولكنه قال «أنصحكم بعدم الذهاب إلى هناك من أجل سلامتكم». وبينما أعلنت قناة الليبية أن القوات الموالية للقذافي في طريقها إلى بنغازي بعد سيطرتها على مدينتي رأس لانوف ومصراتة، نفت مصادرإعلامية صحة وجود أية قوات موالية للقذافي في رأس لانوف. وفي وقت سابق , زعمت قناة الليبية أن القوات الموالية للقذافي سيطرت على رأس لانوف، المنطقة النفطية الإستراتيجية في شرق ليبيا، وتحدثت عن احتفالات في طرابلس وسبها وسرت، كما أعلنت في وقت لاحق السيطرة على طبرق شرقي ليبيا، لكن شهودا نفوا ذلك. و قال الصحفي الليبي محمد الغالبي إن ما ذكرته وسائل الإعلام الموالية للقذافي بشأن استعادة السيطرة على طبرق من الثوار، عار عن الصحة وإنه يأتي في إطار الحرب الدعائية. وأعلن ثوار يسيطرون على مدينة الزاوية الليبية، أنهم صدوا هجومين للقوات الموالية للقذافي، يوم السبت، التي استخدمت الدبابات والمدفعية لاستعادة بلدة إستراتيجية قرب العاصمة. وفي يوم ثان من القتال الضاري من أجل السيطرة على البلدة الساحلية التي تبعد خمسين كيلومترا غرب العاصمة طرابلس، تراجعت القوات الحكومية إلى مشارف البلدة في وقت سابق لكنها بعد ذلك شنت هجوما مضادا. وقال الثوار إنه تم صد الهجومين، ويظهر في المدينة علامات قتال شديد ، حيث يوجد مبنى احترق بالكامل، وهناك أنقاض مشتعلة متناثرة في وسطه ، وتوجد فتحات كبيرة في مبان أخرى بالميدان الرئيسي معقل مقاومة المعارضين نجمت عن أسلحة من عيار كبير. وقال المتحدث باسم الثوار، يوسف شاقان، إنه «بعد هجوم الصباح هاجمونا مرة أخرى، دخلوا من الغرب وبدأوا بإطلاق الصواريخ على المباني التي توجد في الميدان». وأضاف «نحن في وضع جيد، سيهاجمون مرة أخرى ليلا حسبما نعتقد». وذكر أحد السكان، واسمه علي، أن الهدوء ساد البلدة بعد سماع قتال متقطع في وقت سابق. وقال إنها هادئة و»لكننا خائفون، إننا ننتظر لأنه قد يحدث هجوم آخر، إنهم ما زالوا موجودين حولنا». وتحدث طبيب في الزاوية لرويترز عن ثلاثين شخصا على الأقل ، معظمهم مدنيون قتلوا في وقت سابق في القتال يوم السبت مما يرفع إلى ستين على الأقل عدد الذين قتلوا في يومين من المعارك. وقال سكان إنه من الصعب تحديد عدد الأشخاص الذين قتلوا في يومين من القتال، وذكر لطفي -وهو مدني من السكان المحليين كان يساعد في معالجة الجرحى في عيادة محلية- أن قوات القذافي أخذت العديد من المدنيين الجرحى والقتلى، وأضاف أنه شاهد ذلك وأنهم كانوا يضعونهم في شاحنات. وقال سكان إن قوات القذافي اقتحمت بعض المباني السكنية لتأمين مواقع قناصة على أسطح المباني. وذكر شخص قال إنه يدعى وليد أنه «عندما رفضنا السماح لهم بالدخول قتلوا شقيقي وقتلوا ابن عمي أيضا».