تستمر الإدانات من عدة أطراف عربية وإسلامية للجوء السلطات الليبية إلى العنف في وجه المتظاهرين المطالبين بالحرية وتغيير النظام، ونددوا ب»المجازر الشنيعة» التي يرتكبها الأمن الليبي ضد الشعب. في هذا الإطار، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية ، عمرو موسى، عن قلقه البالغ إزاء الأحداث الجارية في الجماهيرية الليبية، وطالب بحقن الدماء ووقف كافة أعمال العنف، متوجها بالعزاء للشعب الليبي في «الشهداء الأبرار». وأكد أن مطالب الشعوب العربية في الإصلاح والتطوير والتغيير، أمر مشروع، وأنه لا مجال للتخوين، ولا داعي لإثارة الفتنة بين الدول الشقيقة. وأشار إلى أن أبناء الوطن العربي لسانهم واحد، وأنه أمر منطقي أن يستلهموا تجارب بعضهم بعضا. وفي ردود لشخصيات وهيئات بارزة من العالم العربي والإسلامي، أفتى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ يوسف القرضاوي ب»قتل الطاغية الليبي معمر القذافي بسبب قتله أبناء شعبه عن طريق قصفهم بالطائرات واستخدام المرتزقة الأجانب لقتلهم». ووصف القرضاوي سيف الإسلام القذافي بأنه «سيف من سيوف الجاهلية، وقد أراد بخطابه تسليط الشعب الليبي بعضه على بعض». أما الداعية السعودي، سلمان العودة، فقال «إن الحاكم الذي يستمرئ قتل شعبه غير جدير بحكمهم»، واستنكر «المجازر الشنيعة المفجعة» التي أقدمت عليها جهات أمنية وأخرى متصلة بها التي راح ضحيتها المئات من الأبرياء «ممن نحتسبهم عند الله من الشهداء». من جانبه ناشد شيخ الأزهر، أحمد الطيب، «قادة الأمة حكاما وعلماء وعقلاء إيقاف هذه المذابح البشرية فورا، وحقن دماء الشعب الأعزل، والاستجابة لمطالبه المشروعة وحقه في الحرية والعدالة والعيش الكريم». و كان العلامة الليبي ، الدكتور صادق الغرياني، قد قال إن ما يحدث الآن في ليبيا «شيء لا يحتمل، ولا يمكن السكوت عليه، حيث يضرب النظام الليبي المتظاهرين بأسلحة مضادة للطائرات». واتهم الغرياني النظام باستخدام مرتزقة لقمع المحتجين، ودعا قادة الجيش وزعماء القبائل الليبية للوقوف في وجه النظام ونصرة المتظاهرين. كما استنكر العلامة الموريتاني وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ محمد الحسن الددو ، ما يجري من جرائم «منكرة لا يجوز السكوت عليها في ليبيا». وقال إن على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إنكار ذلك و»التحرك لحماية المسلمين العزل في ليبيا». ودعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس في بيان الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية وكل أحرار العالم لاستنكار المجازر الوحشية التي ينفذها النظام في ليبيا. وأدان مجلس تجمع المنظمات الإسلامية الماليزية، والتجمع الآسيوي لاتحاد علماء المسلمين بشدة عمليات القتل بحق المتظاهرين في الانتفاضة الجارية في ليبيا ، ودعوا إلى ممارسة ضغط دولي لوقف المجازر بحق الشعب الليبي. وطالبت رابطة علماء السنة ، في بيان، بإيقاف الكتائب الخاصة التي تقوم بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين في ليبيا، وتقديم كل من أعطى الأوامر بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين ومن نفذ هذه الأوامر للمحاكمة. ودعت الحكام العرب إلى السماح للمواطنين بالتظاهر السلمي للمطالبة بحقوقهم بدون تخويف وترهيب واحترام حق الشعب في تقرير مصيره، وأن يحسنوا الاستماع إلى مطالبهم بعين الحكمة والعدل والإنصاف. كما أعربت منظمة المؤتمر الإسلامي عن قلقها تجاه الأحداث الأخيرة في عدد من الدول العربية، مؤكدة أن التحديات المتنامية في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية لا يمكن التغلب عليها إلا عبر تقديم وتنفيذ إصلاحات شاملة في مختلف القطاعات.