قال الطيب الشرقاوي ، وزير الداخلية، إن 37 ألفا شاركوا في التظاهرات التي نظمت في 53 عمالة وإقليم، أول أمس الأحد، وذلك بطرق مختلفة، ما بين مسيرات، ووقفات، وتجمعات. وأكد الشرقاوي، الذي كان يتحدث أمس الإثنين، إلى الصحافة، في لقاء مقتضب، حضره محمد سعد حصار، كاتب الدولة في الداخلية، أن مدنا شهدت أحداث شغب قام بها قاصرون، ومن ذ وي السوابق، وخلفت خسائر مادية ، وجرحى، بينهم عدد كبير من القوات العمومية، والعثور على خمس جثث متفحمة بداخل إحدى الوكالات البنكية بمدينة الحسيمة، التي كانت تتعرض للسرقة، والبحث جار للكشف عن أسباب هذا الحادث. وأوضح الشرقاوي أن التظاهرات مرت على العموم، في جو سلمي يطبعه الهدوء والانضباط، بفضل ما يعرفه المغرب من اتساع لفضاء الحريات، والممارسة الديمقراطية السليمة، والحق في التعبير عن الرأي، لكن الأمور تغيرت في بعض المدن، جراء أحداث شغب خطيرة. و قدم الشرقاوي معطيات حول بعض أحداث الشغب، التي سجلت في مدن طنجة، تطوان، العرائش، الحسيمة، صفرو، مراكش وكلميم، إذ بعد أن انفضت جموع المتظاهرين، في الأماكن التي شهدت تظاهرات، قام مشاغبون من بينهم بعض القاصرين، و كذا من ذوي السوابق القضائية، بأعمال تخريبية، أعقبتها أعمال نهب وسرقة ،واستيلاء على ممتلكات الغير. وأحصى الشرقاوي عدد الخسائر النهائية، جراء ما وصفه بالأفعال الإجرامية ، وفق ما نص عليه القانون الجنائي، من خلال إضرام النار وإلحاق الأضرار ب: - ثلاثةٌ وثلاثين (33) مؤسسةً وبنايةً عموميةً. - أربعةٌ وعشرون (24) وكالةً بنكيةً. - خمسون (50) ما بين محلاتٍ تجاريةٍ وبناياتٍ خاصةٍ. - ستة وستون (66) سيارةً. - دراجتان (2) ناريتان. وأضاف الشرقاوي، أن بعض المشاغبين قاموا بمدينة العرائش باقتحام بناية تابعة لإدارة الجمارك، حيث استولوا على كمية من المخدرات والمشروبات الكحولية سبق حجزها من طرف الإدارة المذكورة. وأكد الشرقاوي أن القوات العمومية لم تبق مكتوفة الأيدي إزاء ما حصل، إذ تعقبت المشتبه في تورطهم بالقيام بالأفعال الإجرامية، وهي القوات المشكلة من عناصر الأمن الوطني، والدرك الملكي، والقوات المساعدة، طبقا للقانون، حيث فرقت جموع المشاغبين ، وأوقفت البعضِ منهم، والمشتبه في تورطه في هذه الأفعال. وكشف الشرقاوي عن عدد الأشخاص الموقوفين، والذي وصل إلى نحو مائة وعشرين (120) شخص ، سنتم إحالتهم على العدالة، لقول كلمتها، في حين تم تسليم القاصرين الذين تم ضبطهم في مسرح الأحداث إلى أوليائهم، إذ لم يعلن الشرقاوي عن عددهم، مكتفيا بالقول"إن سلوكات وأفعال المشاغبين نتجت عنها إصابة مائة وثمانية وعشرين (128) شخص بجروح، من بينهم مائة وخمسة عشر (115) عنصر من أفراد القوات العمومية". وأضاف الشرقاوي أنه تم العثور على خمس (5) جثث متفحمة لأشخاص بداخل إحدى الوكالات البنكية، التي تم إحراقها من طرف المشاغبين بمدينة الحسيمة، وتنفيذا لأمر النيابة العامة، فإن البحث جار لمعرفة ظروف وملابسات هذا الحادث._وقال الشرقاوي "إن الأبحاث لا تزال متواصلة، تحت إشراف السلطات القضائية المختصة، لإيقاف باقي المتورطين قصد تقديمهم إلى العدالة، وإن السلطات العمومية، بقدر حرصها على توفير المناخ الأمثل لممارسة حرية التعبير عن الرأي، فإنها وبنفس الحرص، ستتصدى وبقوة القانون لكل ما من شأنه المس بالأمن العام وبسلامة المواطنين أو الإضرار بممتلكاتهم".