كما كان منتظرا نظمت جمعية إسمون للأعمال الاجتماعية والثقافية والمحافظة على التراث ، الدورة الثالثة للجامعة الشتوية بتيزنيت تحت شعار « الهجرة وتحديات العولمة الواقع والآفاق « ، بدعم من المجلس البلدي والمجلس الإقليميبتيزنيت ، والمجلس الجهوي لسوس ماسة درعة ، والمندوبية الإقليمية لوزارة الثقافة بتيزنيت ، وجاءت هذه الدورة بمواضيع جديدة أطرها مجموعة من الأساتذة الجامعيين والباحثين على مدى يومين كاملين ، تابعها جمهور غفير من مدينة تيزنيت ، كما أقامت الجمعية معرضا للمنتوجات المحلية بساحة المشور التاريخية كانت مناسبة سانحة لعدد من الجمعيات والتعاونيات لعرض منتجاتهم من زيت الأركان وسلع تقليدية الصنع ومعدات التجميل من مواد طبيعية محلية ، وقد لقي هذا المعرض استحسانا وإقبالا كبيرين . وعرف البرنامج الذي سطرته الجمعية المنظمة ، انطلاق كرنفال إمعشار كذلك من يوم الجمعة 28 يناير 2011 واستمر لمدة أربعة أيام ، كانت الانطلاقة الأولى من قاعة الشيخ ماء العينين إلى ساحة المشور ، وكباقي أقاليم المملكة وبكافة ربوعها وجهاتها التي تتميز بفلكلورها الشعبي من رقصات وأهازيج، فإن إقليمتيزنيت ينفرد بما يسمى مهرجان إمعشار وهو على شكل كرنفال استعراضي مميز يستحق الإشعاع على المستوى الوطني بحيث تواجه المتتبعين والباحثين في تاريخ المنطقة والمهتمين بهذه الظاهرة مسألة تعدد الأسماء رغم كون المسمى واحدا ، فهناك إمعشار ، وإمهضارن ، وإصوابن ، وإمغارن ءيض ، وكلها أسماء أمازيغية ويلاحظ أنها وردت بصيغة الجمع وهذا ما يميز هذه الظاهرة الاجتماعية. و»إمعشار« هو الاسم الأكثر تداولا في مدينة تيزنيت بينما تعرف بإصوابن في النواحي القريبة كقبيلة أولاد جرار التابعة جماعة أحد الركادة على سبيل المثال ، وذلك طبقا لمنظور ورؤية سكان كل ناحية من نواحي مدينة تيزنيت للظاهرة . والأدوات المستعملة لدى المشاركين تتكون في غالب الأحيان من أدوات نقر جلدية، وحديدية، و خشبية، وأداة نفخ واحدة ويغيب عنها الآلات الوترية مما يوضح أن البعد الموسيقي الذي يقوم عليه الاحتفال مرتكز على الإيقاع أكثر من اللحن، والآلات المستعملة هي: الطبل، والبنادر، والناي، والناقوس، والأعمدة التي يضرب بها الأرض في إيقاع مهيب يضفي على الاحتفال روعة لا متناهية، وبعد انتهاء احتفالات واستعراضات الكرنفال ، سيجتمع المشاركون لإقامة طقوس خاصة بهم ، حيث تشترى ذبيحة وتقام احتفالات كبيرة وتوزع فيها اللحوم على الفقراء ، ولهذا يستحق هذا الكرنفال دراسة أكاديمية والتنقيب عن أصله وجذوره ، لأنه ظاهرة في حاجة إلى إشعاع وطني ولما لا حتى دولي ، وقد ساهمت جمعية إسمون للأعمال الاجتماعية والثقافية والمحافظة على التراث من إعادة إحياء هذا الكرنفال الذي أصبح صيته عالميا ، بحيث تعنى كذلك بإمعشار بالترويج له والحفاظ عليه .