الأخ محمد السوسي: الشهداء ضحوا بأرواحهم من أجل وحدة المغرب الدينية والترابية وإقرار الديمقراطية في ظل ملكية دستورية موحدة كعادته السنوية، نظم حزب الإستقلال بفاس لقاء ترحميا على أرواح شهداء (31 يناير 1944 ) بمقبرة الشهداء ترأسه الأخ النائب محمد السوسي المفتش العام للحزب وعضو لجنته التنفيذية ، حضره المجاهد الدكتور بنسالم الكوهن ومفتشوا الحزب وأطره على مستوى الفروع ومنظماته وهيآته النسوية والشبابية والعمالية و النائب البرلماني جواد حمدون نائب العمدة وكذا رئيس مقاطعة فاسالمدينة الأخ النائب عزيزالفيلالي. في كلمة افتتاحية رحب الأخ محمد الزعيم كاتب فرع الحزب بالأندلس بفاسالمدينة باسم مفتشيات وفروع الحزب بالمدينة جميع الحاضرين معتذرا للأخ حميد شباط عضو اللجنة التنفيذية وعمدة فاس لتواجده خارج الوطن في مهمة جماعية ، مستحضرا أهمية هذا الحدث التاريخي الوطني الكبير معربا عن تجند مناضلي الحزب بهذه المدينة لمواصلة النضال من أجل الأهداف الكبرى التي استشهد في سبيلها هؤلاء الأبطال . 31 يناير ضد الإستبداد الإستعماري بعد أن حيى الحاضرين باسم الأخ الأمين العام للحزب الأستاذ عباس الفاسي وكذا باسم عضو مجلس الرئاسة الأخ محمد الدويري ، أكد الأخ الأستاذ محمد السوسي أن إحياء الحزب لمثل هذه الذكريات الخالدة فإنها بالإضافة إلى الترحم على أبطالها وتجديد التحية والإكبار لصناعها أطال الله عمرهم ، فإنها كذلك من أجل استخلاص العبر لحاضر ومستقبل بلادنا . فشهداء هذه الأحداث وغيرها ضحوا بكل غال ونفيس من أجل بلورة أهداف عريضة المطالبة بالإستقلال ، ولمواجهة غطرسة وجبروت الإستعمار الذي جاء منذ دخوله إلى بلادنا من أجل طمس معالم الهوية المغربية التي تمثل مدينة فاس وجها من وجوهها الحضارية والدينية والوطنية والإجتماعية ، كما أن النضال الوطني كان يستهدف التحرير الشامل لوحدتنا الترابية وإقرار الديمقراطية ولإبقاء وحدة المغرب الدينية والترابية وأن ينعم بديمقراطية حقيقية في ظل الملكية الدستورية الموحدة . لالعرقلة مغرب الأوراش الكبرى ورغم بعض الثغرات يقول الأخ محمد السوسي التي صاحبت مسيرة المغرب من أجل إقرار هذه الأهداف الكبرى فإن ما تشهده المملكة المغربية منذ اعتلاء جلالة الملك محمد السادس نصره الله تؤشر بكل قوة عن المسار الهام والمتقدم الذي تنهجه بلادنا انطلاقا من اعتماد الديمقراطية الحقيقية والنزيهة التي ميزت على العموم الإستحقاقات الإنتخابية الأخيرة والتي أدت إلى إقرار المنهجية الديمقراطية كعلامة بارزة في مسار تثبيت المؤسسات الدستورية ، وكذا الجهود المبذولة في سبيل تدعيم وحدتنا الترابية في وجه كل المناورات والعراقيل التي تحيط بها ، كما أن الوضعية الإجتماعية حاضرة في خضم هذه الأوراش من خلال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أبدعها جلالة الملك كمنهج اجتماعي متكامل لمواجهة كل الآفات الإجتماعية المطروحة كالفقر والبطالة والهشاشة والإقصاء ، وهو المنهج الذي صارت عليه الحكومة ووزيرها الأول الأخ الأمين العام الأستاذ عباس الفاسي ، والتي جعلت من الإهتمام الإجتماعي أولوية أساسية ضمن البرنامج الحكومي الشامل وذلك بالدعم المتواصل لصندوق المقاصة والتخفيف من ثقل أثمان المواد الأساسية وتوفير فرص الشغل وكذا بدعم القطاعات الإجتماعية الأخرى لتحتل مرتبة متقدمة في الميزانية العامة للدولة . إنه مغرب الأوراش الكبرى يقول محمد السوسي ، في حاجة إلى المزيد من تظافر الجهود والبدل والعطاء من طرف الجميع لتحصين ماتحقق من مشاريع رائدة و المزيد من المكتسبات ، كما أن المغرب ليس مستعدا للعودة إلى الوراء بما يحاول بعضهم أن يخدشوا صورته الوازنة والتي جلبت له حترام وتقدير المنتظم الدولي . فعقارب التنمية الشاملة للمغرب تخطوا باستمرار إلى الأمام ولا مكانة أبدا لأي كان أن يسبح في وجه هذا التيار. ولم يفت الأخ السوسي التنويه بما يقوم به المنتخبون على مستوى مجلس جهة فاس بولمان ومجلس العمالة ومجلس المدينة ومختلف المقاطعات والغرف المهنية بما ينعكس إيجابا على حياة المواطنين بهذه المنطقة ، مؤكدا أن جهودهم التنموية المتواصلة هي جزء من الرسالة الخالدة التي استشهد من أجلها هؤلاء الأبطال وغيرهم الذين نسأل الله تعالى أن يتغمدهم بواسع رحمته ويثيبهم عما قاموا به من جليل الأعمال في سبيل هذا الوطن أحسن الثواب والجزاء . «مركب الشهداء» تكريما لأبطال 31 يناير 1944 وختم هذا اللقاء المتميز بكلمة للأ خ الحاج محمد ملوكي مفتش الحزب بفاس الذي بشر الحاضرين بقرب تدشين «مركب الشهداء» الذي تم بناؤه على شكل صرح ثقافي شامخ بجوار هذه المقبرة ، على يد مسؤولي حزب الإستقلال بفاس وفي مقدمتهم الأخ حميد شباط عضو اللجنة التنفيذية للحزب وعمدة مدينة فاس وهو إنجاز لطالما تمناه مناضلوا الحزب و قدماء الوطنيين وسكان فاس عموما تكريما لأرواح شهداء العاصمة العلمية الذين سقطوا غدرا بسلاح المستعمر في أحداث ( 31 يناير 1944).