استضاف برنامج خفيف ظريف صبيحة الأربعاء الماضي، المطرب والفنان العربي العوامي الذي انطلق صوته من مدينة طنجة في أوائل الستينيات، واشتهر بأغنية أمي يامي بالحبيبة عليا غايبة وبعيدة»، وهي الأغنية التي ما تزال تحتفظ بشعبيتها وجماليتها حتى الآن. ولعل الجمهور المغربي، خاصة الذين يعرفون هذا الصوت، وهذا المطرب مع جوق إذاعة طنجة الذي كان قد أسسه عبد القادر الراشدي، كانوا يأملون أن تكون فرصة «خفيف ظريف» مناسبة لمعرفة مسيرته ولو بإيجاز، وأخباره، وأحواله، خاصة وان الاعلام السمعي والمرئي تجاهله كثيرا. لكنهم صدموا لاحتكار صاحب البرنامج الحسين العمراني، الكلام، مستعرضا ما يعرفه وما لا يعرفه عنه تاركا الضيف على الهاتف ينصت لثرثرة لا تنتهى، لدرجة لم نسمع من العربي العوامي سوى النذر اليسير. وحتى إذا سأله عن شيء ما فإنه يتلقف منه الكلام، ويتولى هو استعراض ثرثرته. والغريب أن العمراني له برامج عديدة يحتكر فيها ناصية الميكرفون بشكل جنوني وأعتقد أن أي برنامج يقدم ضيفاً فإن الغاية هي إعطاء أكبر مجال للضيف للحديث عن الموضوع الذي استدعي من أجله، وإذا أراد العمراني التأكدمن ذلك، فعليه الاستماع من جديد للحلقة المذكورة أو غيرها، ويستعمل العداد وسيكتشف أن الضيف لم يكن سوى ديكور شغل به فقرته، وأن الخفة صارت ثقلا.