طالب آلاف اليمنيين ، الذين خرجوا في مظاهرات بالعاصمة صنعاء ، بإصلاحات سياسية واجتماعية، في مشهد تصعيدي للأحداث في هذا البلد الذي يعاني هو الآخر من الفقر والبطالة والفساد. ونظمت أحزاب« اللقاء المشترك» المعارضة مظاهراتها في أربع مناطق من صنعاء (الحصبة، الجامعة الجديدة، نقم، الأصبحي) . و«اللقاء المشترك» هو تكتل لأحزاب المعارضة الرئيسية في اليمن، وقد تم تأسيسه يوم 6 فبراير 2003. ويضم هذا التكتل كلا من التجمع اليمني للإصلاح ، والحزب الاشتراكي اليمني، والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري ، وحزب البعث العربي الاشتراكي القومي ، وحزب الحق والتجمع السبتمبري ، واتحاد القوى الشعبية اليمنية. وندد أنصار المعارضة بما أسموه محاولات «التأبيد في الحكم والتوريث» ، إضافة إلى مطالبتهم الرئيس علي عبد الله صالح وحكومته بالرحيل وأصدرت أحزاب المعارضة بالتزامن مع المظاهرة بيانا، اعتبرت فيه أن السلطة تهرب من أي اتفاقات تسهم في معالجة مشكلات الوطن، وأنها «تهرب من أي إصلاحات حقيقية تقضي على مصالح العصبة الفاسدة التي استأثرت بالثروة والسلطة». وشددت المعارضة ، في بيانها أيضا ، على ضرورة قيام السلطة والحزب الحاكم بوقف كافة الإجراءات المتعلقة بتعديل الدستور من طرف واحد، والعودة إلى الحوار الوطني الشامل الذي لا يستثني أحدا. يُذكر أن البرلمان اليمني وافق ، مطلع الشهر الجاري ، بشكل أولي على تعديلات دستورية، اقترحها الحزب الحاكم، تمهد الطريق لإعادة انتخاب الرئيس صالح مدى الحياة، حيث تمدد فترة الرئاسة من خمس إلى سبع سنوات، كما تلغي تحديد عدد الولايات الرئاسية باثنتين. في مقابل مظاهرات المعارضة، حشد الحزب الحاكم أنصاره الذين رفعوا شعارات تتهم المعارضة بإثارة الفتنة والتآمر على الوطن. و قلل وزير الداخلية ، مطهر المصري، من أهمية وعدد المشاركين في مظاهرات صنعاء. وقال إن أي جهة أمنية في العالم تقلق من تكرار ما حدث في تونس، «إلا أن نظام اليمن الديمقراطي التعددي يجعلها في مأمن». وأكد أن السلطات لن تتعرض لأي مظاهرات سلمية مهما كان حجمها. كما نفى الوزير ربط قيام الحكومة برفع الرواتب بمطالب التغيير الذي ينادي به المتظاهرون منذ أسابيع. من جهة أخرى، طالبت أحزاب المعارضة الحزب الحاكم ب»الكف عن تحريض أبناء القوات المسلحة والأمن ضد إخوانهم المواطنين وعدم الزج بهم في الصراعات السياسية». وأكدت أن الوقوف خلف ما سمتها خيارات القوة والعنف يمثل بداية السقوط الحقيقي. وأشارت إلى أن «القوات المسلحة والأمن جزء لا يتجزأ من هذا الشعب المظلوم، وأنهم قبل غيرهم يعرفون ناهبي أقواتهم وأقوات من يعولون».