أكدت دراسات العلماء أن أعراضا مرضية تصيب الإنسان جراء التغيرات المناخية ، وهي تتلخص في شعور المرء بالصداع الشديد وآلام حادة في العظام والجنوح الى العزلة والإكتئاب والشعور بالمزاج السيئ والإفتقار الى مشاعر الفرح والسعادة. وتقول البروفوسيرة «أنجيلا شوه»من جامعة ميونيخ إن هذه الأعراض تصاحب بصفة خاصة الأشخاص الذين لا يمارسون الرياضة ، لهذا السبب يجب على هؤلاء أن يقوموا بتدريب الجسم على التغيرات المناخية الحادة بمساعدة المتخصصين وهو أمر ممكن في الوقت الح الى ، لكن في حالة التغيرات والتقلبات المناخية المفاجئة والسريعة ، فإن الجسم لايأخذ الفترة الكافية لا طبيعياً ولا فسيولوجياً في التأقلم على ذلك التغير وتبدأ معاناة الناس مع أمراض الطقس. ووفق البروفوسيرة شوه فإن كل ثاني ألماني يعاني من أمراض متفاوتة بسبب الطقس ، تتلخص في الصداع ومشاكل الأرق وعدم النوم الجيد. لهذا فإن الإستمرارفي ممارسة الرياضة والتحرك خارج المنزل والجدران المغلقة بغض النظر عن حالة الجو يساعد في تدريب الجسم على حالة التكيف مع تغيرات الطقس . كبار السن الأكثر تأثرا بالطقس إن خمس سكان ألمانيا يعانون من مشاكل حقيقية متعلقة بالطقس ،فعندما يكون الجوعاصف وبارد فإننا نجد أن أكثر الفئات العمرية التي تتأثر بحالات الطقس المختلفة هم كبار السن ، فحو الى 70 % منهم يتأثرون بشكل مباشر به ،وتتلخص دائما شكواهم في الصداع والتعب والإكتئاب والملل وتعكر المزاج العام دون سبب واضح. ففي اقليم بافاريا الجنوبي الواقع في حضن جبال الألب يعاني ثلث السكان من التغيرات المناخية كباقي الولايات الألمانية ، ولكن بشكل مغاير لما يعاني منه سكان الشمال الألماني ، ففي حالة ارتفاع درجات الحرارة في الصيف نجد أن سكان بافاريا يعانون بشدة من هذا الإرتفاع عكس سكان الشمال الذين يرتاحون لهذا الإرتفاع وهو نفس ما يحدث في ظل الدرجات المتدنية من الحرارة التي يحدث فيها العكس لدي الجانبين . كيفية تاثر الجسم بدرجات الحرارة ارتفاعا وانخفاضا يرجع في الأساس الى المستقبلات والأجهزة الإستشعارية الموجودة في الأوعية الدموية وهي مستقبلات ميكانيكية يتم من خلالها إرسال رسائل الى الجهاز العصبي المركزي الذي يقوم بترجمتها حتي يتعرف علىها الجسم،يمكن تعريف هذه المستقبلات بشكل آخر على أنها بارميتر للقياس في جسم الإنسان، وعندما يتعرض الإنسان الى تقلبات الضغط أو اي أذي فإنها تستقبل إشارات التغير التي تعرض لها الجسم ولا تستطيع تفسير ذلك فيظهر على الجسم أعراضا مرضية التي يمكن تعريفها باعراض أمراض الطقس . ان هذه التغيرات المناخية التي يتعرض لها جسم الإنسان ما هي إلا واحدة من عدة عوامل تتسبب في تغير الإيقاع المعتاد لحياة الإنسان ، فالإنسان بيولوجيا يعتاد إيقاع الحياة واي تغير فيها يسبب معاناة شديدة وآلام في جسمه. على سبيل المثال إن الذين يعملون بنظام نوبات العمل أي يغيرون فترات عملهم من الفترة الصباحية الى المسائية او العكس ،فإنهم بذلك لايحافظون على ايقاع حياتهم بالشكل السليم وهذا بالضبط الذي يحدث مع تغيرات المناخ كذلك أيضا السفر بالطائرات في رحلات بين الدول التي يكون بينها فروق كبيرة في التوقيت ، وأيضا التغير الذي يحدث بين التوقيت الصيفي والشتوي . علاج المصابين بمشاكل الطقس في مدينة جارمش بارتنر كيرشن في جنوبالمانيا تم تأسيس مركز طبي متخصص لعلاج الحالات الناتجة من أمراض التغير المناخي والخلل الذي يحدث في تغيرات الإيقاع الذي إعتاده جسم الإنسان ، ففي هذا المركز تم تطوير علاجا بيوكيميائي يمكن ان يعمل على تقوية الجسم ضد تقلبات المناخ ، ويساعد الجسم على الإسترخاء بدل التشنج الذي يمكن أن يصيبه ، كذلك يدخل في سياسة هذا المركز المتخصص العلاج بالرياضة التي هي واحدة من اهم الأساسيات التي يعتمدها المركز في تقوية الجسم وإعتياده على التغيرات المفاجئة ومن ثم التكيف على تلك التغيرات ، وأغلب الرياضة هذه تكون في الأماكن المفتوحة والطبيعية . ويدخل في نطاق هذا المركز أيضا التدريبات المساعدة لتنشيط الأوعية الدموية مثل السونا والحمامات والبقاء في الهواء النقي لمدة نصف ساعة يوميا حتي في حالات الطقس السيء ، يقول المتخصصون في المركز إنه من المفيد والصحي للإنسان أن يتجنب التغيرات المفاجئة في إيقاع الحياة اليومية ، ومحاولة إيجاد إيقاع منتظم للحياة ، ومن ثم محاولة التوصل الى انسجام للجسم يعمل على الانتقال من النشاط الى الهدوء في انسجام تام لا يتأثر بالإيقاع المتغير للحياة . كذلك يجب على الذين يرغبون في تلقي علاج ناجح ان يقلعوا عن تناول الكحول والنيكوتين وان يكونوا مستعدين لتعلم فن إسترخاء الجسم.