عاد التسابق بين المغرب والجزائر نحو الاهتمام بالطريقة التيجانية إلى واجهة اهتمامات الرأي العام، بيد أن كلا الطرفين يجتهد في ضمان حسن التعامل في هذا التسابق بما ينتهي إلى إقصاء الطرف الآخر. فلقد كشفت مصادر إعلامية جزائرية أن السلطات الجزائرية قررت تنظيم الملتقى الدولي الثاني للطريقة التيجانية في مدينة الواديالجزائرية تحت رعاية رئيس الجمهورية هذه المرة خلال الفترة الممتدة من 4 إلى 11 نوفمبر المقبل، واختير للملتقى عنوان «الخطاب الصوفي التيجاني في زمن العولمة» ويشتمل الملتقى على خمسة محاور رئيسية هي: التيجانية والعولمة وجهود العلماء التيجانيين في الفكر المعاصر والمقاومة التيجانية زمن الاحتلال والتيجانيون وجهودهم في نشر الإسلام والتعريف بالفكر التيجاني وأعلامه. وكانت السلطات الجزائرية قد أشرفت على تنظيم الملتقى الأول للطريقة التيجانية قبل سنتين وكان الملتقى الأول تحت إشراف الدكتور محمد بن بريكة فقط، وهذا يعني أن هذه السلطات اتجهت إلى الاهتمام بهذه الطريقة كردة فعل إزاء ما كان المغرب يقوم به في هذا الصدد منذ عشرات السنين. وذكرت مصادر أن السلطات الجزائرية ضاقت ذرعا بالنفوذ المغربي على هذه الطريقة ورفعت تقارير استخباراتية إلى السلطات العليا في الجزائر في هذا الصدد، وتسرب من هذه التقارير أن المغرب متقدم على الجزائر في جانب الاهتمام والتركيز على الطريقة التيجانية بهدف احتوائها، وتوقفت هذه التقارير عند افتتاح مسجد الحسن الثاني في العاصمة السينغالية داكار، وتأسيس مركز الدراسات التاريخية التيجانية التابع لجامعة الرباط، إضافة إلى اعتناء السلطات المغربية بكبار شيوخ الطريقة التيجانية في إفريقيا، وعبرت هذه التقارير عن قلقها من تنامي تأثير المغرب على أتباع هذه الطريقة عبر العالم. وأشارت هذه التقارير إلى تركيز السلطات المغربية على شخصيات سياسية نافذة في إفريقيا تنتمي إلى هذه الطريقة وذكرت في هذا السياق رؤساء دول كل من النيجر ومالي وبوركينا فاسو والسينغال. المشكل الكبير الذي يواجه السلطات الجزائرية في تدبير ما تريده من خطة مضبوطة لمواجهة تنامي النفوذ المغربي على الطريقة التيجانية الخلاف الشديد بين عدة جهات جزائرية تطالب بأن تكون عاصمة الطريقة التيجانية خصوصا بين منطقتي تماسين وعين ماضي، وإن كانت السلطات الجزائرية تميل إلى زاوية تماسين التي يشرف عليها دكتور في الفيزياء النووية وخريج الجامعة الفرنسية.