قالت فدوى البرغوثي المحامية وعضو المجلس الثوري في حركة فتح الفلسطينية وزوجة المناضل والزعيم الوطني مروان البرغوثي في تصريح لجريدة "العلم"، على هامش المؤتمر الدولي لنصرة الأسرى الفلسطينيين المنعقد بالرباط أيام 21،22 و23 يناير الجاري، إن أول شيء حضرت من أجله إلى هذا المؤتمر هو أنه جزء من الحملة الواسعة والشاملة التي قام بها العديد من المناضلين الفلسطينيين منذ تسع سنوات، بحيث تمت زيارة عدد كبير من الدول يصل إلى خمسين دولة في العالم، وأكدت عضو المجلس الثوري لمنظمة فتح أنها زارتها شخصيا، والتقت بمستويات رسمية وشعبية وبرلمانية ومؤسسات حقوق الإنسان ومؤسسات قانونية، وحضرت فعاليات ومهرجانات. وأضافت أنه تم تنظيم لقاءات كثيرة في العديد من دول العالم والهدف من هذا كله هو تدويل قضية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال، وأوضحت أن الحضور في هذه المؤتمرات التي تتوخى منها و تترجى منها أن تصل إلى انتزاع اعتراف بالمناضل الفلسطيني وإضفاء الشرعية على هذا المناضل، لأنه من حقه أن يناضل ويقاوم ضد الاحتلال ومن حق الشعب الفلسطيني أن يناضل من أجل حريته واستقلاله. وأفادت أن ما يريده الشعب الفلسطيني هو الوصول إلى مؤسسات دولية لانتزاع اعتراف بأن الأسرى الفلسطينيين أسرى حرب وليسوا إرهابيين كما تدعي إسرائيل ولهذا فلا بد من العمل في كل أنحاء العالم لرفع صفة الإرهاب على الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين. وهذا المؤتمر في تقديرها هو استكمال لمؤتمرات سابقة، سواء مؤتمر القاهرة الذي كان بإشراف اتحاد المحامين العرب عام 2002 ، أو مؤتمر أريحا الذي تم تنظيمه قبل ما يقارب سنة ونصف. وتمنت أن كل هذه المؤتمرات تبنى على نتائج بعضها البعض حتى تصل إلى الهدف المنشود وهو انتزاع الاعتراف بشرعية المقاومة الفلسطينية وإبعاد صفة الإرهاب عن الأسرى الفلسطينيين. وتعتبر البرغوثي الوصول إلى المؤسسات الدولية هي أول شيء لإضفاء الشرعية على نضال وكفاح شعب فلسطين وعلى شرعية المناضل والمقاوم الفلسطيني، وكذلك الوصول إلى محاسبة ومعاقبة مجرمي الحرب في إسرائيل، الذين ينكلون بالشعب الفلسطيني والذين شنوا عدوانا وحرب إبادة على شعبنا، ويجب ألا يفلت هؤلاء من العقاب إذا ما كان هناك مقياس واحد في العالم يقيس ويعتبر الشعب الفلسطيني كباقي شعوب الأرض، ومن حقه أن يكون شعبا حرا ومن حقه أن يكون مستقلا. ومن خلال هذا المؤتمر أكدت على وضع توصيات ووضع كذلك آليات لتنفيذ هذه التوصيات، فلا يجب أن نكتفي في أي مؤتمر من المؤتمرات بالتوصيات ويذهب كل شيء في الهواء، فالهدف وضع توصيات وآليات بتشكيل لجن تتابع هذه التوصيات وصولا إلى المؤسسات الدولية. وتحدثت زوجة مروان البرغوثي الأسير الفلسطيني عن أقدم أسير يقبع لمدة 30 سنة داخل زنازن الاحتلال الإسرائيلي. وأما مروان البرغوثي فهو القائد السياسي والزعيم الوطني الفلسطيني الموجود الآن في سجون الاحتلال وهو أقدم برلماني في هذه السجون وأقدم عضو برلماني موجود في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وأوضحت أنها الآن تحمل رسالة مروان البرغوثي مؤكدة أن الرسالة الأولى هي إلى الشعب الفلسطيني على أن الوحدة الوطنية هي قانون الانتصار للشعوب المقهورة، ولا يمكن للشعب الفلسطيني، وهو منقسمين بهذا الشكل المخجل وبهذا الشكل المضر والمسيء له، فلا يمكن تحقيق الأهداف ولا يمكن التحرك في ظل هذا الانقسام ولذلك فهو يطالب ويدعو الشعب الفلسطيني فورا إلى الالتزام بوثيقة الأسرى للوفاق الوطني من أجل المصالحة التي تنهي صفحة الانقسام السوداء في تاريخ شعبنا الفلسطيني، والموضوع الآخر يحيي فيه المغرب شعبا وحكومة وملكا على كل الدعم المتواصل للشعب الفلسطيني. ويخصص تحية كبيرة وإجلال وإكبار إلى الشعب المغربي على مسيراته المليونية الذي يتقدم بها من أجل مناصرة فلسطين، وخاصة ضد العدوان على الشعب الفلسطيني خاصة في قطاع غزة. فالمسيرة المليونية كان لها أثر كبير على نفسية مروان البرغوثي في زنزانته حينما خرج الشعب المغربي عن بكرة أبيه ليقول لا للعدوان على غزة ولا للعدوان على الشعب الفلسطيني، نعم لفلسطين ونعم للشعب الفلسطيني. والموضوع الآخر هو المطالبة بأن تعطى لقضية الأسرى الفلسطينيين أهمية كبرى سواء عربيا أو دوليا أو من المؤسسات الدولية لأن هذه القضية في رأي مروان البرغوثي هي قضية سياسية كبرى من الدرجة الأولى لكنها ذات أبعاد إنسانية، وهي تلخص قضية شعب محتل ويناضل ويكافح من أجل حريته واستقلاله ويؤكد كذلك مروان البرغوثي للشعوب العربية، وللشعب المغربي بشكل خاص، وخاصة وأننا في المغرب فإنه يعدهم بأنه سيبقى يناضل ويقاتل ويقاوم ويكافح من داخل زنزانته حتى الوصول إلى حرية الشعب الفلسطيني، ولم يثنه عن ذلك لا العزل الانفرادي ولا العزل الجماعي، ولا كل ما تقوم به إسرائيل، من التواصل مع الشعب الفلسطيني ويعمل من أجل حريته واستقلاله، وخاصة هو من بقى 35 عاما متواصلة من عمره الذي يبلغ 50 سنة، لم يأخذ فيه يوما من الأيام، لا إجازة ولا عطلة ولا استراحة، وبقي طوال هذه المدة يناضل وهو معتقل إلى حدود الآن لمدة 16 عاما وهذا العام التاسع في مدة الاعتقال الحالي، وسبع سنوات قبل الانتفاضة الأولى، ولذلك صارت المدة 16 سنة في سجون الاحتلال، وسبع سنوات كان فيها مبعدا وما بينهم، كان إما مطاردا أو منهمكا في بناء نضال الشعب الفلسطيني، ولذلك يقول إنه سيواصل نضاله وكفاحه من أجل حرية الشعب الفلسطيني واستقلاله.