أعلن كل من الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) وحزب التكتل الديمقراطي انسحاب وزرائهم من حكومة الوحدة الوطنية بعد المظاهرات التي انتظمت بعدد من المدن التونسية وطالبت بإقصاء حزب التجمع الدستوري الديمقراطي من الحياة السياسية . الى ذلك و في محاولة لامتصاص الغضب الجماهيري سارع الرئيس المؤقت للجمهورية فؤاد المبزغ بمعية الوزير الأول محمد الغنوشي إلى الاستقالة من الحزب الحاكم تحت ضغط مظاهرات واسعة تطالب بحله و طرد رموزه من هياكل الدولة . و لم يمنع إعلان حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم سابقاً في تونس طرد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وستة من أقرب معاونيه من صفوفه الشارع التونسي من النزول مجددا أول أمس الى الشارع في مظاهرات صاخبة لإدانة رموز النظام السابق . واحتشد أول أمس آلاف التونسيين فى شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تونس، مطالبين بتخلي حزب الرئيس السابق "التجمع الدستوري الديمقراطي" عن السلطة، كما ندد المتظاهرون بإشراك وزرائه في الحكومة الجديدة . و أقدمت قوات الأمن التونسية، صبيحة أمس و أول أمس ، على قمع المسيرات التي خرجت في كل من العاصمة تونس وقابس وبنزرت والعديد من المدن الكبيرة، حيث قام أفراد الأمن بإطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. ويرى متتبعون للشأن التونسي، ان مستجدات الوضع الأمني والاجتماعي لا تقل خطورة وتعقيدا عن المشهد السياسي، خصوصا استمرار بعض عناصر فرق الموت التي تثير الرعب وسط التونسيين، إضافة إلى تأزم الوضع الاجتماعي من خلال نقص حاد في المواد التموينية الضرورية، الأمر الذي سيؤدي الى خلق نوع من الاضطراب داخل المجتمع التونسي، الذي تعود على نمط حياة معين.