في الثامن عشر من نونبر عام 1946 بأحد استديوهات اذاعة طنجة إبان فترة الحكم الدولي أشهرا قليلة بعد إنشاء هذه الاذاعة في ذات السنة، أحيى الفنان مولاي احمد الوكيلي حفل عيد العرش رفقة (جوقة اخوان الفن). وبين مولاي أحمد الوكيلي وإذاعة طنجة علاقة خاصة اثمرت ميلاد العديد من النوبات والصنعات الأندلسية التي تم تسجيلها داخل استديوهات هذه الدار في المرحلة التي أمضاها الوكيلي بمدينة البوغاز، التي استقر بها منذ عام 1936 في أعقاب المضايقات المتزايدة التي تعرض لها من قبل سلطات الحماية بفاس بفعل مواقفه الوطنية وعلاقاته بالزعماء الوطنيين كالزعيم الراحل علال الفاسي الذي رافقه أثناء دراسته بجامع القرويين. ولدى انتقاله إلى طنجة تعاطى مولاي أحمد الوكيلي للتجارة فأدبرت عنه، لكنها في المقابل أعادته من جديد إلى أحضان الفن فاكتفى بما أهله الله له، إذ كل خلق لما يسر له. وهناك في طنجة التف حوله جميع هواة الموسيقى الأندلسية فأسسوا «جمعية اخوان الفن» عام 1940 التي لعبت دورا أساسيا في ترسيخ موقع الموسيقى الأندلسية بطنجة وتقريبها إلى جمهور المولعين بها، لدرجة أن مقر الجمعية أضحي معهدا موسيقيا تلقى فيه الدروس كالعزف والغناء بتأطير وتوجيه من مولاي احمد الوكيلي. وحدث أن دخل الخليفة السلطاني المرحوم مولاي الحسن بن المهدي طنجة دخولا رسميا إبان فترة انضمام المدينة إلى المنطقة الخليفية، وفي حفل عشاء أقامه على شرف السلطان مولاي عبد العزيز نزيل المدينة آنذاك/ استدعى مولاي احمد الوكيلي وجوق «اخوان الفن» وبعد الصنعة الأندلسية التي قدمها قام الخليفة مولاي احمد الوكيلي وجوق «اخوان الفن». وبعد الصنعة الأندلسية التي قدمها قام الخليفة مولاي الحسن بن المهدي فحيى الوكيلي ومجموعته وعينه أستاذا بالمعهد الموسيقي لتطوان، فكان يذهب مرتين كل أسبوع للتكرم على طلبته بقلائد أندلسية خالصة.. وقد استغرق مقامه بطنجة وتطوان عشر سنوات، تمكن خلالها من إنعاش طرب الآلة بالربوع الشمالية والوقوف على الصنائع النادرة التي كانت فريدة من نوعها وذات قيمة فنية عالية. وبذلك كرس بقاء هذه الموسيقى التراثية حية ونابضة إلى يومنا هذا. والصورة تجمع بين أفراد جوق الوكيلي وعدد من أفراد الطاقم الاداري لإذاعة طنجة الدولية من بينهم قيدوم الاذاعيين مصطفى عبد الله.