"أنا نفسي لم أتمكن أبداً من اكتشاف ما هي الحركة النسوية: إنّني أعرف فقط أنّ الناس يدعونني نسوية كلّما أعبر عن مشاعر تميّزني عن ممسحة الأحذية...". "أمي، مَنْ هي النسوية؟" "النسوية، يا ابنتي، هي أية امرأة الآن تهتم بأن تفكِّر بمشاكلها الخاصة بحيث لا يعتقد الرجال بأنّها لا شيء". "تتشكّل نسوية من الكلمة "نسوة"، وهي تعني: شخص ما يحارب من أجل المرأة. وبالنسبة للكثيرين منّا هذا يعني شخص ما يحارب من أجل النساء كطبقة، ومن أجل زوال هذه الطبقة. وبالنسبة لكثير آخرين، فإنّها تعني شخص ما يحارب من أجل المرأة وحمايتها ? من أجل الأسطورة، عندئذٍ وتعزيزها". إنسانة تعرف أنّنا نمتلك نصف السماء، والتي ستعمل حتى يلاحظ ذلك كل شخص آخر. إنّ ما يميّز نموذج تحليل النسوية هو: "1- التركيز على الحياة والتجارب اليومية يجعل من اتّخاذ إجراء ضرورة، وليس اختياراً أخلاقياً أو بديلاً. إنّنا لا نخوض معارك الآخرين، بل معركتنا نحن. 2- إنّ طبيعة فهمنا للنظرية تتغيّر، وقد تم إدخال النظرية إلى علاقة متكاملة ويومية بالممارسة. 3- تؤدِّي النظرية بشكل مباشر إلى تحوّل في العلاقات الإجتماعية في كل من الوعي وفي الواقع بسبب ارتباطها الوثيق بالإحتياجات الحقيقية". كلمة تخيف بعض الناس. "بالنسبة للنقد (الأدبي) للنسوية، فهي غول أو مصدر خوف أقل من كونها وسام شوف... إنّها تشير إلى اتهام بأن إنتاجنا للثقافة والمعنى، مثل استهلاكنا للثقافة والمعنى، يؤثِّر على أنظمتنا للجنس/ ذكر ? أنيى. وبدورها، فإنّ أنظمتنا للجنوسة (النوع الإجتماعي) تؤثِّر على إنتاجنا واستهلاكنا للثقافة والمعنى". "منذ التعميمات المبكرة بشأن "جميع النساء"، فإنّ النسويات يدركن الحاجة إلى فهم الطبيعة والظروف الخاصة لإضطهاد المرأة في ثقافات ومجتمعات واقتصاديات مختلفة". "أن تكوني نسوية يعني إدراك أنّ المرء مرتبط بجميع النساء ليس كفعل اختياري، بل كأمر واقعي... إنّ النسويات لا يخلقن هذا الوضع المشترك عن طريق تكوين حلفاء؛ إنّ النسويات يدركن هذا الوضع المشترك لأنّه موجود كجزء أساسي في الاضطهاد الجنسي... ما هو هذا الوضع المشترك؟ التبعية للرجل، والاستعمار جنسياً في نظام هيمنة وخضوع على أساس الجنس، وإنكار الحقوق على أساس الجنس، ومتاع متوارث تاريخياً، واعتبارها أدنى بيولوجياً، ومقتصرة على ممارسة الجنس والإنجاب؛ هذا هو الوصف العام للبيئة الإجتماعية التي تعيش فيها جميع النساء". "حسناً، إنني مقتنعة بأنّ كثير من النساء المحبطات وسيئات الطباع هنّ مجرّد نسويات مكبلات". "شخص ما، أثنى أو ذكر، نظرته للعالم تضع الأنثى في مركز الحياة والمجتمع، و/ أو غير المتحيز بنا على الجنوسة (النوع الإجتماعي) أو التفضيل الجنسي. وكذلك، أي شخص في مجتمع يهيمن عليه الذكور أو أبوي، ويعمل للتوجّه نحو المساواة السياسية والإقتصادية والروحية والجنسية والإجتماعية للمرأة". عند استخدامها من قِبل الرجل للدلالة على نفسه، فإنّها تكون "استئثاراً ذكورياً للغة دفاعية بغباء بشكل لا يقلّ عن رجل أبيض يتخيلني سوداء متطرفة". ومصطلح مؤيد للنسوية (Profeminist) هو مصطلح يُستخدَم لوصف الذكر الذي يعمل من أجل أهداف نسوية. المصدر: كتاب النظرية النسوية (مقتطفات مختارة)