سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تراجع المساحات المزروعة بالقنب الهندي بنسبة 55 في المائة وإنتاج هذه المادة بنسبة 71 في المائة ارتياح الهيئات الدولية للجهود التي يبذلها المغرب في هذا المجال
كثفت أجهزة الأمن المغربية، خلال الأسابيع الماضية ، حملاتها ضد تجارة المخدرات ، والتي توجت باعتقال عدد من الأشخاص المتورطين في تهريب المخدرات وحجز كميات مهمة من مختلف أنواع المخدرات ، حيث يتابع عدد من المتاجرين والمهربين للمخدرات أمام المحاكم المختصة في عدة مدن مغربية . وقد انضافت هذه العمليات إلى تلك التي تم القيام بها خلال العشرة أشهر الماضية من السنة الجارية ، حيث تم حجز أكثر من 118 طن من الشيرا و43 كلغ من الكوكايين . وقد بادر المغرب منذ سنوات عدة إلى خوض معارك مفتوحة ضد المخدرات، من خلال استراتيجية محددة الوسائل والأهداف ، مع التركيز على عمليات متواصلة من أجل استئصال زراعة القنب الهندي ، والتصدي لبارونات التهريب والاتجار الدولي في مختلف المخدرات، وخصص من أجل إنجاح هذه العمليات فرق أمنية و تجهيزات لوجستيكية واعتمادات مالية مهمة ،كما يتم الاعتماد على العمل الميداني للمصالح الأمنية في مجال الاستعلامات والاستعانة بالوسائل التكنولوجية المتطورة. وفي هذا الإطار خصص المغرب اعتمادات مالية لاقتناء وسائل مراقبة حديثة ، مثل اعتماد فرقة الكلاب المدربة وأجهزة سكانير لمراقبة الأمتعة ، وحقائب (إم 3) وأجهزة (إتيميزير 3)، وأجهزة الكشف بالصدى ووسائل الكشف بأشعة إكس وغيرها. ولم تقتصر الاستراتيجية التي اعتمدها المغرب على القنب الهندي بل تجاوزته إلى المخدرات القوية كالكوكايين والهرويين المهرب من أمريكا اللاتينية، وحبوب الهلوسة المتسربة من التراب الجزائري. وظهرت مصداقية هذا التوجه في النتائج الملموسة التي تم تحقيقها في الواقع ، حيث لوحظ تقليص مستمر للمساحات المزروعة بالقنب الهندي ، وتضييق الخناق على ظاهرة التهريب والمتاجرة في المخدرات ، وهو ما جعل الهيئات الدولية ذات الصلة بالموضوع تسجل ارتياحها للجهود التي يبذلها المغرب في هذا المجال ، وتكرس هذا التوجه أيضا بإنجاز تقارير في الموضوع من قبل الحكومة المغربية بتعاون مع مكتب الأممالمتحدة لمحاربة المخدرات والجريمة . وكان المكتب الدولي للمخدرات، التابع لوزارة الخارجية الأميركية، أشاد بالنتائج التي حققها المغرب في مجال مكافحة المخدرات، من خلال القضاء على زراعة القنب الهندي، وتعاونه المتواصل مع مكتب الأممالمتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة ويستفاد من المعطيات المتوفرة أن المساحات المزروعة بالقنب الهندي تراجعت بفعل الإجراءات المتخذة سنة 2008، بنسبة 55 في المائة، كما تراجع إنتاج هذه المادة بنسبة 71 في المائة، بحيث لم يتعد 877 طن سنة 2008 ، بعدما وصل إلى 3070 طن سنة 2003 و2760 طن سنة 2004 و1070 سنة 2005 . في حين بلغت الكميات المحجوزة من القنب الهندي من طرف المصالح المختصة حوالي 201ر141 طن سنة 2009، مقابل حوالي 331ر65 طن برسم سنة 2008 .علما بأن المساحات المزروعة بالقنب الهندي ، سجلت مزيدا من الانخفاض خلال سنتي 2009 و 2010 . وتظهر المعطيات أن الاتجار غير المشروع في الأقراص المهلوسة أصبح يحتل الرتبة الثانية من بين المواد المخدرة المهربة ، بعد القنب الهندي، حيث تم حجز 44 ألف و591 حبة سنة 2008 و48 ألف و937 سنة 2009 و43 ألف حبة حتى شهر أبريل من سنة 2010 ، وتبين هذه الأرقام الخطورة التي بات يكتسيها الاتجار غير المشروع في الأقراص المهلوسة ، والتي أصبحت تغزو أوساط المراهقين في الموسسات التعليمية المغربية. وركز المغرب على أهمية التعاون الدولي القضائي من أجل التصدي لهذه الظاهرة وخصوصا بالنسبة لتسليم المجرمين في إطار الشكايات الرسمية والإنابات القضائية. حيث تسلم المغرب حوالي 76 شخصا متورطين في قضايا مخدرات خلال خمس سنوات ، يتوزعون على 12شخصا سنة 2006 و 21 سنة 2007 و11 سنة 2008 و18 سنة 2009 و14 سنة 2010، في حين أن المغرب سلم حوالي 66 شخصا خلال الفترة نفسها ، يتوزعون على 10 أشخاص سنة 2006 و9 سنة 2007 و15 سنة 2008 و16 سنة 2009 و16 سنة 2010 . وبلغت طلبات الإنابة القضائية الصادرة عن المغرب في قضايا المخدرات حوالي 56 طلبا خلال خمس سنوات ، توزعت على 15 طلبا سنة 2006 و14 سنة 2007 و11 سنة 2008 و6 سنة 2009 و10 سنة 2010، في حين تلقى المغرب حواالي382 طلب إنابة في قضايا مماثلة ، توزعت على 62 طلبا سنة 2006 و62 سنة 2007 و92 سنة 2008 و89 سنة 2009 و77 سنة 2010 .