اكتسى البيان الإنفعالي الهام الذي أصدره حزب الأصالة والمعاصرة بإقليم الحسيمة أو لنقل البيان الذي أملي على التنظيم الإقليمي لهذا الحزب إصداره تعقيبا عما كانت جريدةالعلم قد نشرته حول منع هذا الحزب من تنظيم لقاء تواصلي بجماعة بويكيدارن بإقليم الحسيمة أهمية استثنائية جدا بالنظر إلى طبيعة مضمونه التي تؤكد هوية هذا الكائن الجديد المثير. ذلك أن البيان عوض أن يوضح أسباب منع هذا الحزب من تنظيم اللقاء من طرف مجموعة من الشباب ركن إلى تصريف قناعة وتفكير الأصوليين (من الأصالة طبعا) التي تركز على بث العنصرية و الفتنة بين منطقة الريف المجاهدة وباقي أنحاء المغرب، بث الفتنة بين أبناء المغرب الواحد. والحقيقة أن البيان كان صادقا ومخلصا إلى حد بعيد في ترجمة هذه القناعة وإعلانها بكل هذا الوضوح إلى الرأي العام. لايهمنا أن ننتبه كثيرا إلى تعابير السب والقذف التي تضمنها البيان من قبيل السعار والشماتة والوشاية الكاذبة والأساليب الخسيسة، فهذا أسلوب معتاد على كل حال من طرف مثل هؤلاء الذين ابتلى بهم المغرب الحديث، ولكن يهمني أن أرد على قضية واحدة فقط. حيث أورد البيان الهام الذي بيَّن المستور في دواخل بعض قياديي الكائن الجديد بأن «مقرات حزب الاستقلال قد تحولت إلى أوكار مظلمة لايدخلها سوى الذباب والخفافيش وباقي أنواع الحشرات الأخرى». لاحظوا قوة ذكاء أطر حزب الأصالة والمعاصرة، ففي تعبير «أنواع الحشرات الأخرى إحالة واضحة معينة مفهومة»، وتحدث البيان في فقرة أخرى عن «خصوم الريف الذين لم يستسيغوا موتهم السياسي في هذه الجهة الغالية من الوطن». طبعا، البيان الهام يتعمد القفز على الواقع، وليسمح لي منظرو البيان الذين لا أخاطبهم بهذا الحديث، لأن الأمل ميئوس منهم كما كان في السابق، فحزب الاستقلال حصل على ثقة الناخبين في الحسيمة والناظور في استحقاقات 2007 و 2009، في وقت كان الأصالة والمعاصرة يعتبر فيه نفسه أكبر من حزب، وحزب الاستقلال لم يضع الحبل على أعناق الرحل ليستقدمهم الى تنظيماته، وإذا كانت الدينامية المقصودة في البيان هي تجميع الكائنات الانتخابية وتوظيف الإدارة والسلطة للضغط وحتى التزوير فوقانا الله وإياكم من هذه الدينامية.