ولِد العالِم الأديب الأمريكي الآن لايتمان Alan Lightman في مدينة ممفس في ولاية تنسي سنة 1948. وتلقّى تعليمه العالي بجامعة برنستون الشهيرة ومعهد كالفورنيا التكنولوجي حيث نال شهادة الدكتوراه في الفيزياء النظرية، وراح ينشر دراساته العلمية وأبحاثه التقنيَّة في أرقى المجلات الأكاديمية. ولم تقتصر مؤلَّفاته على قضايا العلم والتكنولوجيا وإنما اشتملت كذلك على مجموعتين من المقالات الأدبية، ومجموعة شعرية، وخمس روايات. وقد تولّى لايتمان التدريس في جامعة هارفرد ثم انتقل إلى معهد ماسشوست التكنولوجي الشهير، الذي أسند إليه تدريس مواد علمية وأدبية في آنٍ واحد، وهذا ما لم يحدث من قبل في تاريخ هذا المعهد الذي يتمتع بشهرة عالمية. حققت روايته « أحلام إنشتاين « نجاحاً هائلاً، فتُرجِمت إلى أكثر من ثلاثين لغة في العالم. وتتألَّف هذه الرواية من مجموعةِ قصصٍ قصيرة، تمثّل كلُّ واحدة منها حُلماً من أحلام العالِم إلبرت إنشتاين الذي وضع النظرية النسبية، حينما كان يعمل في مكتبٍ لتسجيل براءات الاختراع في سويسرة سنة 1905. وتقع هذه الرواية ضمن مجال تبسيط العِلم لعامة المثقَّفين. والقصة التي نقدِّمها هنا هي إحدى هذه القصص. ويتميّز أسلوب السرد لدى ألان لايتمان بخصائص الأسلوب العلمي: الإيجاز، ووضوح اللغة، وبساطتها، وقصر الجمل، ودقَّة التعبير أي التطابق بين المفهوم واللفظ الذي يعبِّر عنه، واستعمال مجازات مبتكرة غير مبتذلة، وصور مجازية نادرة غير مستهلكة. وكما تتعانق القصص القصيرة في هذا الكتاب وتلتحم لتلد روايةً جميلة، فإنَّ الصور المجازية في كلِّ قصة تتضافر وتتشابك لتشكّل صورة مجازية هائلة متكاملة، أو بالأحرى لوحةًً تشكيليةً فنيةً خلابة، مطرزة بلمساتٍ رشيقة أنيقة لريشة فنانٍ ماهرٍ ماكر.