عجز فريق الفتح الرياضي عن فك شفرات دفاع القرش المسفيوي في اللقاء الذي جمعهما أول أمس الأحد بملعب المركب االرياضي مولاي عبد الله بالرباط برسم الجولة الرابعة عشرة من الدوري المغربي الممتاز في كرة القدم، و خلص النزال إلى تعادل سلبي وتقاسم النقاط بين الطرفين ليكون الفريق الضيف المستفيد من هذه النقطة الثمينة التي جعلته ثالث الترتيب العام رفقة الرجاء البيضاوي، في الوقت الذي استمر الفتح في الوسط إلى حين إجراء مؤجلاته الثلاث لاحقا .. وكان اللقاء الذي عرف عزوفا جماهيريا دأبت الفرق الرباطية على التعود عليه خلال بطولة هذا الموسم لم يتجاوز الأربعة مائة من مشجعي الفريقين، دار فوق أرضية غير صالحة جراء الأمطار الأخيرة التي تسببت في الإضرار بالعشب الذي يتطلب تدخلات عاجلة لإعادته لطبيعته واستغلال فترة الراحة المقبلة لذلك، قد تميز بسيطرة النهج التكتيكي للمدربين الحسين عموته وعبد الهادي السكتيوي اللذين لم يرغب أي منهما في التنازل لفائدة الآخر وهو ما أوضحته منهجية وطريقة لعبهما خلال جولتي اللقاء .. وتميزت المواجهة بالحيطة و الحذر من الجانبين مما فوت على المهاجمين فرصة استغلال الفرص النادرة التي أتيحت لهم للتسجيل .. وبادر الفتح خلال الجولة الأولى للبحث عن هدف السبق بعد راسية المدافع بوخريص والتي انبرى لها الحارس المسفيوي بنجاح في حدود الدقيقة السادسة عشرة ليرد المهاجم ابراهيم لاركو من الجانب الآخر بقذيفة مرت جانبا دقيقتين بعد ذلك ..لتليها محاولتين من أصحاب الأرض في حدود الدقيقتين 20 و 25 على التوالي بواسطة كل من البقالي و ايسوفو بدون جدوى .. لتستمر الجولة الأولى على نفس إيقاع المحاولات الخجولة ومفتوحة على كل الاحتمالات بدون جدوى إلى حين إعلان الحكم الزداني عن وضع حد لها على إيقاع البياض .. وسارت الجولة الثانية على نفس إيقاع سابقتها وزاد سوء أرضية الملعب تأثيرا على مجهودات اللاعبين الذين لم يتمكنوا من التغلب على ذلك خصوصا من قبل الفتحيين الذين بدا عليهم إعياءا حقيقيا جراء كثرة المنافسات السابقة والتي كان آخرها الأربعاء الماضي أمام المغرب الفاسي، مما مكن المسفيوين من التقدم أكثر نحو المرمى الرباطي خصوصا في الربع الأخير من اللقاء بعد التراجع الكلي للفتحيين للدفاع و اقتناعهم بصعوبة التسجيل في مرمى الضيوف لتكون المحاولة الأبرز للضيوف في حدود الدقيقة 82 بواسطة اللاعب عبيد الله دقيقتين بعد دخوله أرضية الملعب ليرسل بقذيفة مدوية حولها الحارس الرباطي إلى الزاوية قبل أن يرد ايسوفو في الأنفاس الأخيرة من اللقاء بهجمة مرتدة لم يكتب لها النجاح وينتهي اللقاء بنفس نتيجة الجولة الأولى .. وكان الإعياء الذي ظهر على لاعبي الفتح الرياضي تسبب في تعرض اللاعب الخالقي لسقوط مفاجئ بعد الإعلان عن نهاية المبارة تطلب تدخلا عاجلا لطبيب و مسؤولي الفريق مما اقلق الحاضرين، ليعود اللاعب بعد ذلك للالتحاق بزملائه بمستودع الملابس، وتبقى هده الواقعة بمثابة إنذار للفريق وفرصة لاستغلال فترة الراحة الشتوية من اجل استفادة اللاعبين بعض الوقت من الراحة قبل الدخول في الإياب خصوصا أمام الضغط الذي عاشه الفريق خلال هذا الموسم بحيث لم يعرف لاعبيه الراحة منذ الصيف الماضي .. و في أعقاب اللقاء أدلى الإطاران عموتة والسكتيوي بتصريحين قالا فيهما : الحسين عموتة : « اللقاء كان مفتوحا بين الجانبين، وقد خلقنا محاولات سانحة للتسجيل خصوصا في الأنفاس الأخيرة من اللقاء وكان من الممكن الحصول على الفوز ولكن خاننا التركيز في اللقاءين الأخيرين ما سبب لنا التعادل فيهما معا، وقد ساهمت أرضية الملعب في التأثير على عطاء اللاعبين ، وعموما فقد لعبنا اليوم ضد فريق أولمبيك اسفي الذي يتميز بالحضور اللافت خلال بطولة هذا العام سواء على المستوى التكتيكي أو البدني أو النفسي، وتعادلنا بالتالي يبقى منطقيا خلال هذا اللقاء ..» عبد الهادي السكتيوي : « لعبت اليوم ضد فريق لدي ذكريات جميلة رفقته، وهو فريق يشرف كل إنسان أن يلعب صحبته أو ضده وهو مفخرة لكرة القدم الوطنية من خلال نتائجه الأخيرة بترسانته البشرية و أطره و مسؤوليه وهو فريق ذكي جدا ، و بالتالي فنحن حضرنا و كلنا وعي بأننا بصدد مواجهة فريق كبير، وعملنا على إجراء اللقاء بشوطين مختلفين، بحيث اشتغلنا من أجل البحث عن التعادل خلال الجولة الأولى على أساس تغيير المنهجية خلال الجولة الثانية و هو ما حصل بالفعل بحيث بادرنا إلى الخروج للبحث عن الأهداف وكان بإمكاننا ذلك في مناسبات عدة و قد أضعنا فرصا حقيقية في آخر اللقاء، ومع ذلك نحمد الله أننا عدنا بنقطة ثمينة من الرباط ..»