لانملك احصائيات دقيقة حول حجم الخسائر التي يتكبدها المنتجون والفنانون، ولا حجم الثروات التي يراكمها القراصنة تباعا، ولكن الذي يعرف أن إنتشار باعة الأقراص المدمجة كالفطر في شوارعنا وزقاقنا أمام مرأى الجميع يؤشر على أن الكارثة آخذة في الازدياد ، خصوصا إذا علمنا أن ثمن بيع الأقراص يعتبر رمزيا ومن الطبيعي أن يلقى إقبالا متزايدا، فإذا كان ثمن القرص لوحده وفارغا قد يصل الى خمسة دراهم إذا ما أضفنا الحسابات الجبائية وغيرها، وأن القرص المصنوع والحامل لانتاج فني لاحدى شركات التوزيع قد يتجاوز ثمنه العادي المائة درهم، فإن القراصنة يعرضون آخر الانتاجات الفنية محمولة على قرص مدمج بأقل من عشرة دراهم وعادة ما ينزل الى خمسة دراهم. الجمعية المغربية لمحاربة القرصنة ألقت أخيرا باحصائيات مذهلة وسط الرأي العام، حينما ذكرت بأن في منطقة لاتتجاوز ضواحي الدارالبيضاء تم حجز خلال مدة وجيزة أكثر من520 ألف قرص، وتم وضع اليد على 13 ألف قرص بتيط مليل و 115 ألف قرص بمكناس وأزيد من 44 ألف قرص بسباتة وما يفوق 21 ألف قرص بتطوان، كما مكنت الجهود من الكشف عن بعض الأشخاص المكلفين بتنشيط هذه التجارة وكان ضمنهم أحد أكبر قراصنة الأقراص بدرب غلف. المعطيات المتوفرة لحد الآن توضح أن أحد أهم معاقل القرصنة وتفكيك الرموز السرية للفضائيات هو درب غلف بالدارالبيضاء وأحد الأسواق الشعبية بعاصمة الكيان الصهيوني. بقيت الاشارة في الأخير إلى أن حملة محاربة القرصنة التي قادها كل من المكتب المغربي لحقوق التأليف والمركز السينمائي المغربي والسلطات الأمنية مثلت بارقة ضوء في هذا المجال، وإن كان بعض مسؤولي هذه المؤسسات تعرضوا للتهديد بالقتل عبر مكالمات هاتفية مجهولة.