عاشت أسرة الإعلام الرياضي العربي يوماً خالداً في مسيرتها الحافلة حيث التقت بقاعة أحد الفنادق الكبرى بالدار البيضاء نخبة من قيادات ورواد الإعلام الرياضي العربي مثلوا 16 بلدا بمناسبة العيد الرابع للإعلاميين الرياضيين العرب . وأقيم بالمناسبة حفل بهيج من قبل الاتحاد العربي للصحافة الرياضية بتعاون مع الجمعية المغربية للصحافة الرياضية التي احتفلت هي الأخرى بالعيد الأول للإعلاميين الرياضيين المغاربة بشراكة مع وزارة الشباب والرياضة واللجنة الوطنية الأولمبية المغربية . واستهل هذا الحفل بعزف النشيد الوطني أعقبته قراءة الفاتحة ترحما على أرواح ثلاثة من رواد الإعلام الرياضي العربي وهم تيسير جابر رئيس رابطة الصحفيين الرياضيين الفلسطينين وعضو اللجنة التنفيذية للاتحاد وعبد اللطيف الغربي الرئيس المؤسس للجمعية المغربية للصحافة الرياضية والتونسي عمر غولية مستشار الاتحاد وعضو لجنة الاعلام بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم . وتميز هذا الحفل بتسليم رئيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضية محمد جميل عبد القادر ورئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية بدر الدين الإدريسي والصحفي والمصور الفلسطينيان بدر طالب مكي ومحمد أبوعرام إلى وزير الشباب والرياضة منصف بلخياط مجسما لقبة الصخرة المشرفة أولى القبلتين وثالث الحرمين مهدى من أبناء القدس الشريف إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس اعترافا وتقديرا للجهود والمساعي التي مافتىء جلالته يبذلها من أجل الدفاع عن القضية الفلسطينية. كما تميز الحفل بتكريم الاتحاد العربي للصحافة الرياضية لبطلة العالم مرتين (1997 و2001) وحاملة نحاسية أولمبياد سيدني في مسابقة 400 م حواجزنزهة بيدوان التي غابت عن الحفل نظرا لتواجدها خارج أرض الوطن وتسلم الدرع بالنيابة عنها مدربها السابق عزيز داودة إلى جانب وزير الشباب والرياضية منصف بلخياط ورئيس اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية حسني بنسليمان الذي تسلم الدرع بالنيابة عنه الكاتب العام للجنة نور الدين بنعبد النبي. وتثمينا لجهود نخبة من أبرز الإعلاميين الرياضيين العرب ومحاولة لتجفيف عرق السنين لما بذلوه من جهد كبير وإخلاصهم في خدمة إعلامهم الرياضي العربي على مدى سنوات طوال تم تكريم أربعة إعلاميين رياضيين مغاربة بتسليمهم وسام الإعلام الرياضي وهم أحمد صبري وعبد الله الوزاني وكمال لحلو وسعيد حجاج (نجيب السالمي) والمصور عبد اللطيف الصيباري. أما المكرمون العرب الآخرون خلال هذا الاحتفال فهم رشيدة الغريبي (تونس) وميمونة بنت محمد (موريتانيا) ويوسف برجاوي (لبنان) وسعد بن فالح المهدي (السعودية) وعبد الفتاح زكري (ليبيا) وعبد المحسن الحسيني (الكويت) ومنير طلال (الأردن) وبدر طالب مكي (فلسطين) ومحمد مراد الجوكر (الإمارات) ومحمد محمود هساي (السودان) وأحمد صالح (سوريا) ومحمد عبد الله المؤدن ( قطر) ونجيب زواق (الجزائر) وفتحي سند (مصر ) والمرحوم إبراهيم اسماعيل( العراق) . وألقى رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية بدر الدين الادريسي نائب رئيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضية كلمة ترحيبية بالضيوف العرب أكد فيها على الدور الريادي الذي يضطلع به الإعلام الرياضي في بناء الحركة الرياضية في الوطن العربي . وقال إن هذا التقليد الذي سنه الاتحاد العربي للصحافة الرياضية هو ثمرة إيمان عميق وراسخ بقيم التكريم والاعتراف لجيل الرواد بما أسدوه للحركة الرياضية على مدى عقود من الزمن . أما رئيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضية محمد جميل عبد القادر فذكر بان هذا الاحتفال السنوي يعد فرصة للتلاقي والتعارف والتنسيق بين أركان العطاء المتميز للإعلام الرياضي العربي . واستعرض مختلف أنشطة الاتحاد من ندوات ودورات وملتقيات إعلامية وحوارات مفتوحة والتي كان للمغرب حصة الأسد في استضافتها مؤكدا على ضرورة رفع تحديات عصر ثورة تكنولوجيات الاتصال والعولمة وهو الأمر الذي حذا بالاتحاد إلى اعتماد سياسة التخصص فبادر إلى إقامة دورات متخصصة للإعلاميين الرياضيين العرب في أكثر من رياضة جماعية وفردية وكذلك التصوير الرياضي المحترف الذي أصبح من أهم العوامل الفاعلة والضرورية لنجاح أي عمل إعلامي . وذكر في هذا السياق بالاجتماع العادي الذي عقدته أمس الخميس لجنة المصورين الرياضيين العرب التي يتولى المغرب رئاستها وتتخذ من الرباط مقرا لها والتي رفعت جملة من التوصيات إلى الللجنة التنفيذية للاتحاد ومنها عقد الاجتماع الرابع للمصوريين الرياضين العرب في ليبيا في أبريل المقبل والاحتفال بالعيد الأول للمصورين الرياضين العرب . ومن جهته أكد وزير الشباب والرياضة منصف بلخياط على أهمية الدور الذي يلعبه الإعلام الرياضي في بناء الحركة الرياضية وفي تمتين العلاقات بين الشعوب العربية ومساهمته في نحت المستقبل العربي المشترك. وأكد الوزير أن المغرب حريص أشد ما يكون الحرص على توطيد علاقاته الرياضية مع كافة البلدان العربية مشيرا في هذا السياق إلى احتضان مدينة مراكش يومي 14 و 15 مارس المقبل الدورة ال 34 لمجلس وزراء الشباب والرياضة والعرب وتسليم جائزة الأمير فيصل بن فهد لبحوث تطوير الرياضة العربية لأول مرة بالمغرب. كما شدد على أهمية دور الهياكل الرياضية وأجهزة الإعلام العربية في العمل المشترك على تكريس المقاصد النبيلة للرياضة داعيا إلى توطيد هذه العلاقات أيضا من خلال تفعيل اتفاقيات التعاون والشراكة بين الجامعات الرياضية في البلدان العربية. وأقيمت على هامش هذا الاحتفال ندوة مفتوحة حول موضوع « أي دور للإعلام الرياضي في بناء الاستراتيجيات الرياضية العربية» نشطها الخبير في الاقتصاد الرياضي محمد قعاش بمشاركة صفوة من الاعلاميين الرياضيين العرب. وتطرق الاستاذ قعاش على الخصوص إلى الدور الذي يلعبه الإعلام الرياضي في مواكبة هذه الاستراتيجية ومراقبتها من خلال توفير المعطيات التي تمكن الصحافي من الاضطلاع بمهمتة على أكمل وجه. كما أبرز العلاقة الجدلية بين الصحافة الرياضية والرياضة باعتبار الدور التواصلي الذي يلعبه الإعلام بين الرأي العام والهيئات الرياضية ومساهمته في ترسيخ النشاط الرياضي كمجال تربوي وترفيهي. وناقش المشاركون في الندوة العديد من النقط والتساؤلات الكفيلة بجعل الإعلام شريكا لا محيد عنه في تطوير الرياضة بالبلدان العربية من قبيل دور الشراكة في بناء الاستراتيجية ودور مواكبة الاستراتيجية من خلال توفر الإعلامي على المعطيات الضرورية للقيام بالمراقبة والتتبع وتأثير الصحافة على مجريات الأحداث في بعض الهيئات الرياضية ونقل الواقع الرياضي إلى أبعد الحدود جغرافيا. وبعد التأكيد على استحالة وجود رياضة بدون إعلام رياضي وإبراز التطورات التي يشهدها العالم حاليا في مجال التكنولوجيا والاتصال تم اقتراح إحداث شهادة إجازة في الرياضة والتواصل والإعلام الرياضي لضمان تكوين يشمل في مجمله تقنيات الصحافة الرياضية الحديثة.