كتبت أسبوعية «أندلس برس» الصادرة بالعربية في إسبانيا، أن قناة الجزيرة القطرية تسعى إلى إثارة الكراهية والحقد بين مغاربة إسبانيا من خلال استعمال المهاجرين المغاربة من أصل أمازيغي القاطنين بإسبانيا ك»سلاح في حربها ضد المغرب». وأبرزت الصحيفة في أحد أعدادها الأخيرة، أن المتتبعين لاحظوا كيف أن القناة سخرت أخيرا إمكانيات ضخمة وأوفدت مراسلها بمدريد مع طاقم تقني لمنطقة كطالونيا، شرق إسبانيا، لتغطية «نشاط» لإحدى الجمعيات الأمازيغية تسمى «تاومات» حضره جمهور قليل يعد على رؤوس الأصابع. وأضافت أن قناة الجزيرة ادعت أن الأمازيغ المغاربة «لا يكتفون بمبادرات كإنشاء معهد ملكي للدراسات الأمازيغية بالمغرب، والمصادقة على مشروع لتدريس الأمازيغية في المدارس العمومية»، وأن «مطالبهم تلقى صدى واسعا في كطالونيا التي تعتبر من أكثر الأقاليم دعما للقضية الأمازيغية». وأكدت الصحيفة أن القناة القطرية «تعمدت تسليط الضوء على مسألة لا يعتبرها أبناء الجالية المغربية بإسبانيا قضية خلافية بتاتا مقابل تجاهل القضايا الكبرى التي تشغل بال الجالية المغربية والمسلمة بإسبانيا وتوظيف إمكانياتها في حربها الإعلامية على المغرب، بعد قرار السلطات المغربية إغلاق مكتبها بالرباط». وأشارت في هذا السياق إلى تجاهل القناة القطرية، كالعادة، مؤتمرا مهما لاتحاد الهيئات الإسلامية بإسبانيا انعقد على بعد كيلومترات فقط من مكان انعقاد لقاء الجمعية الأمازيغية المذكورة. وعكس «النشاط الأمازيغي»، تضيف الصحيفة، لم تعر قناة الجزيرة أي اهتمام لمؤتمر الاتحاد، وهو أكبر هيئة تمثيلية للمسلمين بإسبانيا، والذي يهم أزيد من مليون ونصف المليون مسلم الذين يعيشون في إسبانيا. وذكرت الصحيفة أن القناة تجاهلت أيضا مظاهرة حاشدة للمهاجرين المغاربة المقيمين بمنطقة كطالونيا شارك فيها المئات من أبناء الجالية المغربية، للتنديد بالهجمة الشرسة التي يشنها الإعلام الإسباني على المغرب بغية تشويه صورته، إثر أحداث العيون. وفي هذا الصدد أعرب رئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية في جهة كطالونيا، محمد الغيدوني، عن «الاستياء العميق» للاتحاد إزاء ما وصفه ب»تحامل» قناة الجزيرة في إسبانيا، وذلك بعد «تجاهلها الكلي» لمؤتمر الاتحاد الذي انعقد نهاية الأسبوع . ونقلت أسبوعية «أندلس برس» الصادرة بالعربية في إسبانيا في عددها الأخير، عن الغيدوني قوله، إنه «يستغرب التجاهل الذي درجت عليه قناة الجزيرة منذ مدة إزاء أنشطة أكبر التمثيليات الإسلامية في هذا البلد»، والذي بدا له بوضوح نهاية هذا الأسبوع من خلال غياب القناة عن المؤتمر الجهوي للاتحاد. وقال الغيدوني في اتصال هاتفي مع الصحيفة، «إذا لم يكن هذا الحدث مهما لتقوم الجزيرة بتغطيته، فليراجعوا أوراقهم وتصورهم للقضايا الملحة التي تشغل بال العرب والمسلمين في هذا البلد». وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الملتقى شهد حضور مديرة الشؤون الدينية في حكومة كطالونيا ورئيس مؤسسة التعددية والتعايش التابعة لوزارة العدل الإسبانية، وأساتذة إسبان متميزين في موضوع المسلمين بإسبانيا من عيار جوردي موريراس، والأستاذة والنائبة البرلمانية جميلة المصلي من المغرب، والإعلامية نعيمة بنيعيش، وأساتذة آخرين من مختلف أنحاء أوروبا والمغرب، إضافة إلى حضور نحو 300 شخص من الجالية المغربية والعربية من مختلف أنحاء إسبانيا . وذكرت الصحيفة بأنه في اتصالات ورسائل إلكترونية، اشتكى العديد من قراء «أندلس برس» من «الشطحات الإعلامية» الأخيرة لقناة الجزيرة القطرية، التي يبدو أنها قررت استعمال المهاجرين المغاربة من أصل أمازيغي القاطنين بإسبانيا كسلاح في حربها ضد المغرب، أملا منها في إحياء «النعرة البربرية» بين أبناء الجالية المغربية. وأشارت الى أنه في الوقت الذي تجاهلت فيه قناة الجزيرة مؤتمر اتحاد الجمعيات الإسلامية في جهة كطالونيا، لاحظ بعض المتتبعين كيف أنها سخرت إمكانيات ضخمة وأوفدت مراسلها بمدريد مع طاقم تقني لمنطقة كطالونيا، لتغطية «نشاط» لإحدى الجمعيات.