سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأمين العام لحزب الاستقلال في كلمة بمناسبة استقبال الوفد الشبابي والطلابي المتوجه إلى اللقاء 17 للشباب الديمقراطي العالمي بجنوب إفريقيا الحزب معتز بالاستعداد الدائم الذي يلقاه لدى شبابه وطلبته لمواجهة كافة التحديات
حرص الأمين العام لحزب الاستقلال الأستاذ عباس الفاسي رفقة وفد من قيادة الحزب على أن يخص الوفد الشبابي والطلابي الاستقلالي الذي توجه إلى جوهانسبورغ صبيحة يوم الجمعة الماضي للمشاركة ضمن الوفد المغربي في فعاليات المهرجان العالمي للشباب والطلبة الذي تنطلق فعالياته بداية من اليوم ببريتوريا بلقاء مفتوح. واستهل الأخ عبد القادرالكيحل الكاتب العام للشبيبة الاستقلالية هذا اللقاء بكلمة تقديمية عبر من خلالها عن اعتزاز الشباب الاستقلالي بجهود الدعم التي تقدمها قيادة الحزب للشبيبة الاستقلالية، وقدم الأخ عبد القادر نظرة موجزة عن تاريخ المهرجان العالمي للشباب والطلبة والتحديات الكبيرة التي تنتظر الوفد المغربي في الدورة الحالية لهذا المهرجان. وتميز هذا اللقاء بالعرض التوجيهي الهام الذي ألقاه الأمين العام لحزب الاستقلال الأستاذ عباس الفاسي بهذه المناسبة، إذ عبر عن اعتزاز الحزب بالاستعداد الدائم الذي يلقاه دوما لدى شبابه وطلبته لمواجهة كافة التحديات والقيام بالأدوار المطلوبة منهم، مهما كانت التضحيات، وأكد ثقة جميع المناضلين الاستقلاليين والاستقلاليات في العمل الجبار الذي سيبذله جميع أعضاء الوفد الشبابي الاستقلالي والوفد الشبابي المغربي برمته في هذه الدورة. وأنهم سيكونون أحسن سفراء لبلدهم، بمظهرهم اللائق وسلوكهم الحسن ومعاملاتهم الفضلى ونضجهم المتميز وإحساسهم بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، وباستعدادهم الكامل وتعبئتهم الحقيقية للدفاع عن قضيتنا الوطنية العادلة، وجميع القضايا العادلة في العالم خصوصا قضية فلسطين، ومساهمتهم الفعالة في إعطاء القضايا الإنسانية المواقع التي تستحقها في أشغال هذا المهرجان كحقوق الإنسان والتنمية والمرأة والطفولة و الشغل وغيرها من القضايا التي تحظى بالاهتمام والأولوية. ودعا الأمين العام للحزب وفد الشباب الاستقلالي إلى اعتماد المقاربة الشمولية في التعريف بالمغرب والدفاع عن مصالحه، فالمغرب في إطار هذه المقاربة هو هذا البلد المنظم منذ الفتح الاسلامي بملكية دستورية وليس كما هو الشأن عليه بالنسبة لدول أخرى لم تبدأ فيها معالم الدولة المتجهة نحو التنظيم إلا بعد حصولها على الاستقلال والمغرب هو هذا البلد الذي يراكم المكاسب بصفة تدريجية. وفيما يتعلق بقضية الوحدة الترابية دعا الأمين العام للحزب أعضاء الوفد الشبابي الاستقلالي إلى توضيح الحقائق لنظرائهم من جميع ربوع العالم. من ذلك أن المغرب كان آخر بلد رضخ للاستعمار، وليس كما هو الشأن أيضا بالنسبة لأقطار أخرى تناوب عليها الاشعار، ودخل الاستعمار إلى المغرب بصفة تدريجية بدأت بالحماية الفرنسية ثم الاستعمار الإسباني في شمال المغرب وفي صحرائه بيد أن طنجة خضعت بعد سنة كاملة إلى الاستعمار الدولي، وكما كان الاستعمار على مراحل فإن الاستقلال جاء على مراحل، إذ حصل الاعتراف الرسمي باستقلال المغرب سنة 1956، ثم تحررت طرفاية سنة 1958، وكان جلاء الاستعمار الاسباني عن سيدي ايفني سنة 1969 ، ثم جاء تحرير الأقاليم الجنوبية سنة 1975، وقال الأستاذ عباس الفاسي إن المغاربة قرروا منذ اليوم الأول أن يتم تحرير جميع أراضيهم بواسطة الحوار ولم يختاروا إعلان الحرب، لذلك كانوا في كل مرة يتوجهون إلى مدريد وتجري مفاوضات تنتهي بإعلان انسحاب الاستعمار الاسباني من الجزء الذي كان موضوع مفاوضات، وذكر الأمين العام أنه قبل بداية السبعينيات من القرن الماضي لم يكن في هذه الأقاليم أي أثر للحركة الانفصالية التي صنعت على وجه السرعة في بداية سنوات السبعينيات من القرن الماضي تزامنا مع انطلاق المفاوضات المغربية الإسبانية بهدف جلاء الاستعمار الإسباني عن هذا الجزء من التراب المغربي. وأكد الأستاذ عباس الفاسي أن أطرافا نافذة في الجزائر هي التي أنشأت البوليساريو ورعتهم ومولتهم بهدف فرض استراتيجيتها في منطقة المغرب العربي وستطال افريقيا عامة، وباسترجاع المغرب لصحرائه اهتزت هذه الاستراتيجية وفقد حكام الجزائر الأمل في فرض الهيمنة، فالتجأوا إلى محاولة إضعاف المغرب بخلق البوليساريو. وأضاف الأمين العام أن 80 بالمائة من مواطنينا في أقاليمنا الجنوبية تمسكوا بمغربيتهم وهم يعيشون أجواء الحرية والكرامة والمواطنة، بيد أن 20 بالمائة الموجودين في مخيمات تندوف يعتبرون محتجزين لأنهم محرومون من التمتع بحرية التنقل، وهؤلاء المواطنون أصيبوا بالإحباط لأنهم يعيشون طيلة أكثر من 35 سنة في ظرف البؤس والمعاناة، بينما كان حكام الجزائر يعتبرون في بداية السبعينيات من القرن الماضي أن وضعهم البئيس لن تستغرق وقتا طويلا، بل قد لا يتجاوز السنة الواحدة، فحكام الجزائر يضيف الأخ الأمين العام كانوا منتشين بالتجاوب الذي لقوه من طرف دول إفريقية كان يحكمها العسكر أو الحزب الوحيد، لكن ظن حكام الجزائر خاب، واجتاحت الديمقراطية العديد من المناطق الافريقية وسقط المعسكر والحزب الوحيد من سدة الحكم وبادرت أكثر من 20 دولة إفريقية إلى سحب اعترافها بجمهورية الوهم. وعبر الأستاذ عباس الفاسي من حزن المغاربة الشديد من حالة الركود التي يعيشها إتحاد المغرب العربي بسبب تداعيات هذا النزاع المفتعل، إذ تعطلت شروط التعاون والتبادل والتنمية.وذكر الأخ الأمين العام لحزب الاستقلال إن المغرب بادر واستجابة لطلبات العديد من الدول الصديقة والشقيقة إلى التعبير عن إرادته الصادقة في إيجاد صيغة حل تحفظ ماء وجه بعض الأطراف التي ورطت نفسها في هذا النزاع المفتعل، لذلك أعلن جلالة الملك محمدالسادس بعد إجراء المشاورات مع الهيئات السياسية مقترح الحكم الذاتي في إطار السيادة الوطنية، وعرض أوسع وأحسن نموذج لهذا الحكم حيث يتميز باتساع الصلاحيات والاختصاصات، وهو المقترح الذي عبرت العديد من الدول ذات التأثير في القرار العالمي عن تأييدها له. وعبر الأستاذ عباس الفاسي عن الاعتزاز بأن الدورة الحالية للمهرجان العالمي للشباب والطلبة تنعقد في دولة إفريقية، لأن المغرب يعتبر نفسه باستمرار دولة إفريقية، فلقد حرص على تقديم المساعدات اللوجستيكية والمالية للحركات التحررية في إفريقيا وكان سباقا إلى تقديم جميع أشكال الدعم لحركة التحرير في جنوب إفريقيا بقيادة نيلسون مانديلا، كما كان المغرب سباقا إلى احتضان أول قمة إفريقية سنة 1961 التي حضرها القادة والزعماء التاريخيون لإفريقيا وانعقدت بمدينة الدارالبيضاء. وكان المغرب من المؤسسين الأوائل لمنظمة الوحدة الإفريقية قبل أن ينسحب منها بعدما تعرضت لعملية الابتزاز التاريخية، كما أعطى ولا يزال يعطي المغرب أهمية كبيرة جدا للتعاون مع إفريقيا، واستدل بوجود 8000 طالب إفريقي يتابعون دراستهم الجامعية في المغرب وبمنحة مغربية ، وهو رقم لا يتغير، وهذا ما يؤشر على أن آلاف الأطر الإفريقية التي تتكلف بقضايا التنمية في دول إفريقية تخرجت من الجامعات والمعاهد المغربية، ونوه الأستاذ عباس الفاسي في هذا الصدد بالجهود الجبارة التي تقوم بها وكالة التعاون الدولي بوزارة الخارجية، كما كان المغرب ولا يزال حاضرا بقوة في بعثات حفظ السلام الأممية في العديد من الدول الإفريقية، كما ساهم ولا يزال يساهم في التصدي ومواجهة آثار الكوارث الإفريقية، كما أبرز تعاون المغرب مع العديد من الدول الإفريقية في مجالات التكوين العسكري والمدني والعلمي والفني والديني. وأوضح الأستاذ عباس الفاسي أن منحى تجذير التعاون مع الدول الإفريقية عرف وتيرة سريعة وكبيرة جدا خلال العشرية الماضية بأوامر سامية من جلالة الملك محمد السادس وبإشراف مباشر من جلالته. وعبر الأخ الأمين العام عن أمله في أن تحظى مشاركة الوفد المغربي في هذا المهرجان بالنجاح والتوفيق وبأن يعود جميع أعضائه بالسلامة إن شاء الله.