أنهت المديرة العامة للبنك الدولي، السيدة سري مولياني إندراواتي أخيرا أول زيارتها لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والتي كانت مناسبة ، أشادت فيها بالنتائج الاقتصادية التي سجلها المغرب رغم السياق الدولي الصعب ، وكذا بمستوى التعاونبين الطرفين في إطار الشراكة القائمة بين المملكة والبنك الدولي الذي يعد شريكا متميزا بالنسبة للمغرب في جهوده لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال تمويل أهم المشاريع المتعلقة بالاصلاحات والاستثمار. وقد شكلت هذه الزيارة فرصة استعرض فيها الطرفان النتائج التي حققها المغرب في مجال النمو والتشغيل ونجاعة الاقتصاد المغربي وكذا الجهود المبذولة من قبل الحكومة في مجال مواصلة الاصلاحات والاستثمارات والبرامج الاجتماعية. وأفاد بلاغ للبنك الدولي أن سري مولياني إندراواتي، أكدت أن المغرب يمكن أن يصبح رائدا في الاندماج الاقتصادي بمنطقة البحر الأبيض المتوسط، مبرزة أهمية الأداء الاقتصادي للمغرب والتزامه في اتجاه تحقيق تنافسية قوية في سياق الاقتصاد المتوسطي والعالمي. وذكر البلاغ أن المديرة العامة للبنك الدولي أشارت إلى أن الموقع الاسترتيجي للمغرب يضمن له فرصا لاستثمارات من شأنها المساهمة في اندماجه ليس فقط مع أوروبا، بل أيضا داخل الفضاء المغاربي، مشيرة إلى أن الحكومة عازمة بشكل قوي على جعل المغرب قاعدة للاقتصاد الجهوي. وقالت السيدة إندراواتي : »لا أحد يشك في أن المغرب يمكن أن يضطلع بدور محوري في سبيل تحقيق الرخاء الاقتصادي بالمنطقة«. وتجدر الإشارة إلى أن السيدة إندراواتي أجرت خلال زيارتها للمغرب مباحثات مع وزراء الشؤون الخارجية والتعاون، والاقتصاد والمالية، والطاقة والمعادن والماء والبيئة، والشؤون الاقتصادية والعامة، بالإضافة إلى والي بنك المغرب. وتمحورت هذه المباحثات حول الاشكاليات المرتبطة بالتنمية الاجتماعية والتنافسية والتغيرات المناخية، ومجال الأعمال بالمغرب، والنظام التجاري وقدرات النمو للمقاولات الصغرى والمتوسطة. وأشادت مسؤولة البنك الدولي بالروابط التاريخية للشراكة القائمة بين البنك الدولي والمغرب، معبرة عن حماسها بخصوص العمليات المشتركة التي القيام بها في مجال التزود بالطاقة وتنويع المصادر الطاقية، وكذا في إطار البرامج التي وضعت من قبل الحكومة لمواجهة الإكراهات التي تواجه البلاد على مستوى التغيرات المناخية. وأوضح البلاغ أن السيدة إندراواتي عن تقديرها للجهود التي يبذلها القطاع الجمعوي ولأوجه الإبداع الذي ضخه في المجتمع المغربي. مشيرا إلى أن الزيارتين اللتين قامت بهما السيدة إندراواتي لمشاريع أطلقت في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أتاحتا لها الوقوف على المستوى الذي وصلته التنمية بالمغرب.وقالت المديرة العامة للبنك الدولي إن «المكونات الرئيسية لهذه المبادرة تتمثل في دعم إحداث مناصب للشغل ومحاربة الفقر». وذلك في سياق الزيارة التي قامت بها إلى مركز لتكوين الشباب بتمارة، ومشروع للتكوين لفائدة النساء، يساعدهن على خلق أنشطة مذرة للدخل. وأشارت السيدة إندراواتي إلى أن بلادها، إندونيسيا، تواجه العديد من التحديات المماثلة، وهو ما أتاح لها تقديم تجربتها الشخصية في إطار برنامج لتنمية إقليم كيكاماتان، موضحة أن هذا البرنامج يماثل إلى حد كبير المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وذكر البلاغ أن المديرة التنفيذية، السيدة شامشاد أختار، نائبة الرئيس المكلفة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أبرزت من جهتها أن الأداء الاقتصادي للمغرب «مبهر»، وذلك بالنظر إلى الوضعية الدولية. وأضافت السيدة شامشاد أن الوضعية الماكرو-إقتصادية المستقرة بالمغرب والإصلاحات المواكبة ستساعد الاقتصاد المغربي على تجاوز الأزمة، قائلة «إننا مصممون العزم كليا على دعم الحكومة في ما يخص مضاعفة برامجها ومخططها للتنمية الإجتماعية».