استبعدت الولاياتالمتحدة ارتفاع وتيرة العنف في العراق بعد انسحاب قواتها المقرر بحلول نهاية العام المقبل، لكنها حذرت من أن العراق سيكون معرضا لهجمات جوية لعدم امتلاكه طائرات مقاتلة. وقال كولن كال، نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي للشرق الأوسط أمام الكونغرس -في تصريحات معدة سلفا- إن الوضع الأمني الأساسي ما زال قويا رغم تقارير وسائل الإعلام «المبالغ فيها» التي تصور العراق على أنه على شفا الانهيار. واعترف كال بوقوع هجمات كبيرة في الآونة الأخيرة من جانب من وصفهم بالمتمردين التابعين لتنظيم القاعدة، ولكنه قال إن تلك الهجمات «أخفقت مرارا في إنجاز هدف القاعدة بالعراق وهو إعادة تفجير التمرد على نطاق واسع والحرب الطائفية». وأضاف أن الوجود الأميركي على الأرض «خفيف حاليا مقارنة بما اعتاد أن يكون عليه، لدرجة تجعل من المستبعد جدا أن يفجر الانسحاب زيادة كبيرة في العنف». يذكر أن القوات الأميركية أنهت العمليات القتالية رسميا في غشت الماضي، ويتعين على القوات الأميركية المتبقية -وقوامها خمسون ألفا- مغادرة العراق بحلول نهاية 2011 بموجب بنود الاتفاقية الأمنية الموقعة بين واشنطن وبغداد. وقال وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، مرارا إنه مستعد للحوار بشأن الاحتفاظ ببعض القوات الإضافية في العراق إذا طلبت الحكومة الجديدة ذلك. وكان مسؤول أمني قد عبر في وقت سابق عن مخاوف أمنية حقيقية من احتمال استهداف متعاونين عراقيين مع القوات الأميركية وردت أسماؤهم في وثائق ويكيليكس، ويبلغ عددهم حسب الموقع ستين ألف شخص. ووفقا لمسؤول اللجنة الأمنية في محافظة ديالى، مثنى التميمي، فإن ثمة قلقا على أرواح هؤلاء، مشيرا إلى أن السلطات الأمنية «اتخذت إجراءات واسعة في هذا الصدد». ويشدد مسؤول بارز في المقاومة العراقية على أن استهداف «العملاء والجواسيس» لن يتم بناء على وثائق ويكيليكس، بل من خلال «عملية رصد ومتابعة وتوثيق عن تعاون هؤلاء ضد العراق ومصالحه ومقاوميه». ويقول أبو زيد العراقي، نائب القائد العام لجبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني، التي يقودها عزت الدوري، نائب رئيس مجلس قيادة الثورة في النظام العراقي السابق ،إن جبهته تعمل على «تقديم مجرمي الحرب الذين كشفتهم هذه الوثائق إلى المحاكم الدولية». وفي موضوع متصل بالأمن، طالب وزير الداخلية الألمانية بلاده بمنح اللجوء السياسي لأكثر من 2500 مسيحي عراقي بعد الهجمات الأخيرة التي تعرضت لها مناطقهم في العراق، وقال «يجب أن تقدم المساعدة الإنسانية للأقلية المسيحية في العراق، خاصة أن المسؤولين هناك غير قادرين على حمايتهم». وقال العميد جيفري بوكنان إن العراق الذي قد يتمكن من التعاطي مع التهديدات الأمنية الداخلية، سيكون في خطر التعرض لأي هجوم جوي حتى العام 2013، أي قبل أن يحصل على مقاتلات نفاثة أميركية من طراز أف16. وأشار في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية إلى أن ثمة احتمالا بوجود فجوة في قدرات العراقيين التي يحتاجونها للحصول على قوة دفاعية تقليدية متكاملة. من جانبها قالت مجموعة الأزمات الدولية -ومقرها بلجيكا- الشهر المنصرم إن العراق سيكون عاجزا عن توفير الحماية لأجوائه حتى منتصف العام 2014، لأنه «يفتقر إلى نظام الدفاع الجوي الفعال والقوة الجوية الحقيقية». يذكر أن العراق يجري مفاوضات مع الولاياتالمتحدة لشراء 18 طائرة من طراز أف16. ولفت تقرير المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية الذي يتخذ من لندن مقرا له، إلى أن العراق يملك فقط 38 طائرة تستخدم للتدريب والنقل والاستكشاف، في حين أن سوريا تملك 555 طائرة مقاتلة، وتركيا 426، و312 لكل من السعودية وإيران، ويملك الأردن 102 طائرة مقاتلة.