عبرت ساكنة قبيلة بني وليشك عن استياءها و معاناتها جراء الأضرار التي يستبب فيها الخنزير البري في العديد من الجماعات في أمهاجر و وردانة و تاليليث، وأمام المخلفات السلبية هذه التي أتت على الأخضر و اليابس بشكل أنهك معه الفلاحين بمنطقة هامة من إقليم الدريوش فضلت نسبة من الساكنة في الهجرة نحو هوامش العديد من البلديات و الجماعات الأخرى بحثا عن مناخ للعيش و ممارسة أنشطة بديلة وهربا من الهلع و الخوف الذي يتسبب فيه هذا الحيوان البري للأطفال و التلاميذ الذين يقطعون مسافات طويلة بين تضاريس وعرة و ووديان تشهد تكاثرا مضطردا للخنزير دون تتبع و مواكبة من طرف المصالح المختصة لإبعاد الضرر و الحد من تأثيراته على المنتوج الفلاحي كمصدر رزق الغالبية من الساكنة التي تعد بالآلاف. وتعتبر جماعة امهاجر إحدى التجمعات القروية بالنفوذ الترابي لإقليم الدريوش، لعبت أدوارا اقتصادية و تاريخية في حقب ماضية كانت فيها مركزا تجاريا يتمركز بها سوق أسبوعي لم يتبقى منه إلا 18 دكانا و بضع مقاهي موزعة على دواوير منتشرة بين مرتفعات وهضاب بعد أن كان السوق الذي تحول إلى أطلال وأسوار آيلة للسقوط يحتضن أكثر من 180 محلا و دكانا و ما يقارب العشرين من المقاهي تدل على أن هذه المنطقة لطالما اضطلعت بمهام اقتصادية و اجتماعية في طبيعة تضاريسة صعبة انضافت إليها مشاكل متراكمة في أكثر من جانب، حيث لا تزال جماعات امهاجر و جماعات مجاورة كوردانة و تاليليث تنتظر التفاتة تعيد لها الاعتبار و تنتشلها من الواقع الحالي عبر مشاريع مندمجة و برامج تنموية تأخذ بعين الاعتبار الحاجيات اليومية و تجيب على تساؤلات و انتظارات السكان في أكثر من 30 دوارا آهلا يتجاوز تعداد سكانها 16 ألف و نصف نسمة ، كما جاء على لسان الحاج الطاهر الوهداني أحد شيوخ قبيلة بني وليشك الذي وصف وضعية الفلاحين بالمنطقة بالحرجة و المتفاقمة ما يتطلب تدخلا عاجلا و رعاية خاصة بالنظر إلى معدلات الهجرة المتزايدة و تراجع المساحات المزروعة في ظل ظروف صعبة للغاية لم تعد تؤمن العيش للساكنة ، وتضطرهم للبحث عن مهن بديلة لتحصيل قوت العيش. وأضاف الحاج الطاهر الوهداني أن الحاجيات لا تقتصر على القطاع الفلاحي المتضرر الأول بالمنطقة بل تتجاوزها إلى ضرورة تفعيل مبادرات تتيح للساكنة الاستفادة من الخدمات الضرورية في طليعتها بناء منشئات القرب من دور للشباب و مؤسسات الرعاية الاجتماعية و دور للطلبة مرافق خدمات تضطر الساكنة إلى التنقل خارج هذه الجماعات لقضاء أغراضها و مصالحها بينما يعد مطلب توسيع و إنشاء مستوصفات و مرافق صحية تستجيب للحاجيات اليومية أمر هام بالنظر إلى عدم قدرة المركز الصحي المتواجد ببلدية بن طيب إحدى أهم بلديات الإقليم الجديد الدريوش على استيعاب الأعداد الكبيرة التي تحج إليه لطلب التطبيب و العلاج رغم المجهودات التي يبذلها الطاقم الطبي من أجل تلبية الخصاص و قلة الوسائل من أجل رعاية المرضى ومن شأن ذلك أن يوسع دائرة المستفيدين و يمنح مناخا صحيا لأزيد من 500 زائر كل يوم لهذه المنشأة الصحية التي تكتظ بالمرضى و لا تساعد الأطر العاملة به على أداء مهمتها بالشكل المطلوب. في حين أعرب الحاج الطاهر عن تفاؤله إزاء ما تحمله المشاريع الحكومية المسطرة في إطار تهيئة و تنمية المناطق القروية في مجالات مختلفة قادرة على جعل قرى و جماعات الإقليم تعانق مستويات تنموية تعيد الاعتبار لهذه المنطقة من الريف في نفس الوقت ألح على ضرورة مساهمة كل المتدخلين في السياسات العامة الموجهة لتنمية العالم القروي قصد تفعيل أحسن لسياسية القرب و محو كل الفوارق المجالية كي تقوم هذه الجماعات بدورها اتجاه ساكنة المنطقة.