كشفت دراسة طبية تشيكية أنجزها مركز الأبحاث في براغ أنه خلافا للنظرية الشائعة بأن الأسباب الرئيسية لاضطرابات النوم نفسية، فإن الأمراض العضوية مسؤولة بدورها عن ذلك. وجاء في الدراسة أن من بين تلك الأمراض تضخم البروستات وأمراض المثانة وكذلك نقص الحديد من الجسم إضافة إلى زيادة الوزن وهو ما يتطلب مراجعة الطبيب. وقالت الطبيبة إيفانا مارتينكوفا رئيسة العيادة الداخلية لدائرة براغ الأولى إن الجديد في الدراسة هو النصائح التي تحدثت عن ضرورة عدم ترجيح كفة إضطرابات النوم للأسباب النفسية فقط في حين يؤثر ذلك على الصحة بشكل عام وتفاقم الأمراض. وذكرت مارتينكوفاأن الدراسة أشارت -على سبيل المثال- إلى أن الإنسان في الحالات الطبيعية يحتاج من عشرين إلى أربعين دقيقة حتى يستغرق في النوم وبعد مضي 120 دقيقة يدخل مرحلة النوم العميق. وذكرت أنه إذا كان هناك زيادة مبالغة في تناول السوائل قبل النوم أو أي خلل في وظائف الجسم مثل المثانة أو غيرها يستيقظ الشخص من أجل التبول ولا يوجد هنا للحالة النفسية أي دور في عملية الاستيقاظ. وفي حال تكرار هذه الحالة على المدى الطويل مع الانتباه إلى تخفيف كمية السوائل قبل النوم يتم عندها تحديد وترجيح كفة الخلل في وظائف المثانة أو البروستات خاصة للشخص في حدود 45 سنة من العمر. مارتينكوفا: خمس سكان العالم يعانون حاليا من اضطرابات النوم خاصة في الدول الصناعية الكبرى «وقالت مارتينكوفا إن هناك أسبابا أخرى لاضطرابات النوم مثل زيادة الوزن لمتوسطي العمر والكبار ويحدث معها انقطاع متكرر للأكسجين يؤدي إلى الاستيقاظ بشكل متكرر خلال النوم وهذا يؤدي إلى اعتلال في عضلة القلب على المدى البعيد. وأضافت أن من بين الأسباب أيضا متلازمة تململ الساقين وعزت ذلك للنقص في الحديد مما يؤدي إلى شعور الشخص بنوبات ألم تؤدي إلى الاضطراب في النوم، وتنصح الدراسة في هذه الحالة بمراجعة الطبيب من أجل تحديد كمية النقص وتلقي العلاج. وعن الأسباب النفسية التي ناقشتها الدراسة تقول مارتينكوفا إن خمس سكان العالم يعانون اليوم من اضطرابات النوم خاصة في الدول الصناعية الكبرى حيث يرافق عملية النوم مشاكل مثل الأرق والتوتر واضطرابات المزاج التي تؤثر بدورها على الذاكرة وكذلك أمراض الاكتئاب وهي تحتاج إلى العلاج عبر جلسات يحددها الطبيب النفسي المختص. ومن أجل تحقيق نوم هادئ وصحي تنصح مارتينكوفا بالابتعاد عند الخلود إلى النوم عن التفكير في أي موضوع شائك أو أية مشاكل أخرى وترك الأمر إلى اليوم الثاني. وتطالب أيضا بضرورة تهوية وتنظيف غرف النوم خلال النهار والابتعاد عن رفع درجة التدفئة ليلا لتبقى بحدود 23 درجة وكذلك الابتعاد عن المأكولات الدسمة قبل النوم وكذلك المشروبات الكحولية والتدخين، عندها سيخلد الإنسان إلى نوم طبيعي يكتشف من خلاله الأمراض العضوية التي تلعب دورا رئيسيا في اضطرابات النوم ليتم بعدها وبمساعدة الطبيب الحد منها في بدايتها قبل اكتشافها في مراحل متأخرة ينتج عنها صعوبة في العلاج.