عندما تقترب الإنتخابات في أي بلد أوروبي غربي تصبح للكذب سوق رائجة ، ويبدأ التتابع بين ظاهرتين ، ظاهرة اندفاع شرائح من الناس في معاداة العرب ، أي معاداة السامية لو يدرون، وسباق الحكام في مجاراة هذه الظاهرة، علهم يفوزون بالأصوات، وفي إطار الجهل المطبق يصبح العرب المسلمون ، والمسلمون عموما ، في عداد من حرموا سكان البلاد الأصليين من الشغل، ومن تسببوا في ارتفاع مقدار الإجرام، ومن لوثوا المحيط والبيئة. وترتفع درجة التمويه إلى حدود قصوى مثل تلك التي أقدمت عليها مؤخرا أنجيلا ميركل مستشارة الحكومة الألمانية أي رئيسة حكومتها. فقد أعلنت أن ألمانيا هي بلد الحضارة المسيحية اليهودية، (جيديو كريتيان) وأن من لا يدرك هذه الحقيقة من المقيمين فيها ، هم في المكان الخطأ ، مشيرة بذلك من طرف غير خفي إلى العرب والمسلمين ووجودهم في المكان الخطأ هل يعني شيئا آخر غير رحيلهم. وما يمكن للمرء أن يقوله في هذا الصدد أن الحضارة اليهودية المسيحية التي بات الكثيرون يتمسحون بأهدابها ، لم تكن تذكر قبل الحرب العالمية الثانية، وأن عقدة الذنب عند الأوروبيين الغربيين هي التي خلقتها. ولنذكر هنا ثلاث حقائق لا يمكن أن تغيب عن الذهن: الحقيقة الأولى ما كان يتعرض له اليهود من اضطهاد ، وفي فرنسا يكفي أن نشير إلى مأساة الضابط دريفوس، الذي يعترفون اليوم بأن محاكمته ، وما تم رميه به من تهمة الخيانة، كانت كلها مجرد تعليق على مشجب اليهودية لكل أخطاء المجتمع الفرنسي في القرن التاسع عشر والقرن العشرين. الحقيقة الثانية هي أن المسيحية كانت لحد سنوات قليلة مضت تعتبر اليهود مسؤولين فرديا عن قتل المسيح كما يعتقدون ، وأن هذه الجريمة لن يطالها الغفران الإلهي ، ولولا تسامح البابا يوحنا الثالث والعشرين لاستمر تجريم اليهود كلهم بجريمة لم يرتكبوها والمفروض أن أجدادهم هم الذين تولوا قتل المسيح هذا إن كان قتل فعلا. ثالثا، ليس العرب ولا المسلمين هم الذين ارتكبوا المحرقة ، لا يد لهم فيها ولتسأل أنجيلا ميركل من الذين ارتكبوها ، وليس عليها ان تمسح يديها ، في كل ماهو عربي أو مسلم لتبرير مواقف إجرامية ارتكبت باسم الجنس ا الأعلى. والعرب هم ساميون إن لم تكن ميركل تعرف وهي الوافدة من ألمانياالشرقية ذل. والحديث عن معاداة السامية يشملهم، وهي تمارسه باسم الجنس اليهودي الذي لا وجود له واقعيا ، فاليهود من دين واحد ولكن من أجناس مختلفة. كاتب صحفي رئيس التحرير السابق لصحيفة الصباح التونسية