أنهى مسؤولون أميركيون وآخرون باكستانيون ،بواشنطن، جولة ثالثة من محادثات تهدف لتوسيع العلاقات خارج نطاق الحرب على ما يسمى بالإرهاب، لكن المحللين يستبعدون تحقيق تقدم يذكر بسبب اختلاف مصالح الطرفين الإستراتيجية. وبحث المتحاورون كل شيء من الطاقة إلى المياه، إلا أن الحملات العسكرية على المسلحين في مناطق الحدود بين باكستانوأفغانستان، والتوتر المصاحب لها بين هذين البلدين، خيما على الحوار الذي استغرق ثلاثة أيام. ويقول المحلل في المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية، مارك كواترمان، إن العلاقات الأميركية الباكستانية تضررت، خلال الأسابيع الماضية، لكن الوقت حان في الواقع كي يجري الطرفان الأميركي والباكستاني حوارهما بعد كل هذا الوقت وينقيا الأجواء. وقد أجرى مسؤولون من البلدين مباحثات في إطار 13 مجموعة عمل تغطي الزراعة والمياه والطاقة وفرض القانون يومي الأربعاء والخميس الماضيين، واختتم وزيرا الخارجية، شاه محمد قرشي، وهيلاري كلينتون، الحوار بجلسة عامة يوم الجمعة. ومن القضايا الرئيسية التي طر حت للبحث، برنامج للمساعدة العسكرية الأميركية لباكستان لعدة سنوات، والفيضانات التي أغرقت مساحة كبيرة من باكستان تماثل مساحة إيطاليا في غشت، مما أسفر عن خسائر قيمتها 9.7 مليارات دولار. وتقول المحللة الأميركية، ليزا كورتس، إن المباحثات مهمة لباكستان لأنها تفتح الطريق واسعا للبحث في موضوعات أوسع من موضوع مكافحة الإرهاب والحديث عن موضوعات تمثل أهمية لباكستان كالتعاون في مجال الطاقة والتجارة والزراعة، إلا أن الحرب في أفغانستان ستطغى على أغلبية مواضيع البحث. وتأتي سلسلة جولات الحوار الإستراتيجي، الذي بدأ في مارس الماضي، ، في الوقت الذي يعمل فيه الجانبان على إصلاح العلاقات التي توترت بسبب الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة في أفغانستان بعد توغل قامت به طائرة هليكوبتر تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) عبر الحدود يوم 30 شتنبر ; مما فجر قتالا تسبب في مقتل اثنين من حرس الحدود الباكستانيين. وقال مسؤول باكستاني، طلب عدم نشر اسمه، «ما من شك في أن هذه قضايا كنا نتطرق إليها مع الأميركيين وسنواصل التطرق إليها معهم». وتثير هجمات تقوم بها طائرات أميركية بلا طيار على شمال غرب باكستان، استياء شديدا لدى الباكستانيين، الأمر الذي جعل موقف حكومة الرئيس آصف علي زرداري أكثر هشاشة. يشار إلى أن الخلافات حول الحرب في المناطق القبلية بين الطرفين، كبيرة مع العلم بأن الجيش الأميركي يخضع لضغط هائل في واشنطن لإظهار بعض التقدم في أفغانستان مع اقتراب مراجعة الرئيس باراك أوباما لإستراتيجيته في الحرب بهذا البلد لمعرفة مدى فاعليتها.