عاد رئيس الحكومة المستقلة بمليلية المحتلة الى مغازلة المغرب بعد فترة جفاء طويلة كال خلالها العديد من الاتهامات للجار المغربي وحمل حكومة مدريد الاشتراكية مسؤولية مرونة مواقفها تجاه تهديدات الرباط في إشارة الى الأحداث الساخنة بالمعبر الحدودي ببني أنصار قبل شهور . وفي تصريح أخير للصحافة الاسبانية وصف أمبرودا المحسوب على صقور الحزب الشعبي نفسه بصديق للمغرب و لكنه في المقابل حذر من قصور النظرة الاستراتيجية للحكومة الاشتراكية فيما يخص وضع الحدود الوهمية مع الجار المغربي و رسم بالمناسبة صورة قاتمة عن الوضع الاقتصادي و الاجتماعي للمدينة المحتلة نتيجة تبعيتها التجارية و الاقتصادية المطلقة للشريط الحدودي المصطنع . وشدد أمبرودا على إعتبار مدينة مليلية المحتلة ضحية للسياسة الاقتصادية و الاجتماعية لمدريد و أقر أنها تسجل إحدى أعلى نسب البطالة في إسبانيا بمعدل يفوق ربع الساكنة و طالب بتمكين المدينةالمحتلة من بدائل إقتصادية للتخلص من تبعيتها للشريط الحدودي . و اعتبر المسؤول الاسباني أن القرار السياسي المتعلق بوضع الحدود الوهمية ليس في يد إسبانيا و حذر من العواقب الوخيمة على المدينة و إسبانيا الناجمة عن إغلاق محتمل لهذه الحدود . و تؤكد جميع المؤشرات على أن المدينةالمحتلة تعيش فترة كساد و اختناق اقتصادي غير مسبوقة رغم المبالغ الضخمة من الاعانات التي تضخها خزينة مدريد لانعاش الدورة الاقتصادية المتكلسة محليا وقد إنعكست التبعية الاقتصادية الاقتصادية للمدينة المحتلة بالشريط الحدودي الذي يشهد حركة دائبة لنشاط التهريب المعيشي , هشاشة الاختيارات التي ينبني عليها الاقتصاد المحلي و هو ما يضع الوضع الاقتصادي و الاجتماعي للثغر المحتل في موقع منذر بالانفجار جراء الأوراش التنموية التي برمجتها الحكومة المغربية بمنطقة الريف و خاصة في مجالات السياحة و البنيات الأساسية مما أسهم في عزلة المدن السليبة إقتصاديا وتدهور نشاطها المنبني على تجارة التهريب . الى ذلك و في تعبير واضح عن سعي مسؤولي مليلية المحتلة الى تشجيع ممتهني نشاط التهريب المعاشي للقدوم بكثافة لانعاش الدورة التجارية الكاسدة أعلن عن تخصيص زهاء مليون أورو لتجديد مرافق بالمعبر الحدودي باب مليلية ينضاف الى مشروع مماثل يهدف الى إحداث مركز عبور إضافي قرب مطار مليلية أملا في جذب السياح المغاربة و الأوروبيين نحو مليلية التي تشهد منافسة شرسة من طرف المنشئات السياحية المحدثة بالمحطة السياحية للسعيدية و التي أضحت تستقطب إهتمام السياح الاسبان على وجه الخصوص كبديل موضوعي لفنادق مليلية المحتلة التي تعيش على إيقاع الأزمة المستمرة .