عرضت وزارة الإسكان الإسرائيلية مناقصة لبناء ما يقارب 240 وحدة سكنية استيطانية جديدة في الجزء الشرقي المحتل من مدينة القدس، وهي خطوة سارعت السلطة الفلسطينية لرفضها، واتهام إسرائيل بالسعي لوأد أي فرصة لاستئناف محادثات السلام. وقال وزير الإسكان الإسرائيلي، أرييل أتياس، لراديو إسرائيل إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أصدر أوامره بعد انهيار المفاوضات مع الفلسطينيين بالاستمرار في الاستيطان، وإنه استجاب لضغوط سياسية متعددة للبدء في عملية البناء بالقدس لإثبات أن المدينة خارج عملية التفاوض. وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن نتنياهو أحاط الإدارة الأميركية علما بنية طرح العطاءات في المناقصة الجديدة، وأن موفده إلى المحادثات، يتسحاق مولخو، أجرى اتصالات مع المسؤولين الأميركيين بهذا الخصوص، حيث تم في نهاية الأمر التوصل إلى تفاهم ضمني بين الطرفين. وحسبما جاء في إعلان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، فإن الوحدات السكنية الجديدة ، سوف تقام في مستوطنتي رمات أشكول، ويسجات زائيف، في القدسالشرقيةالمحتلة. وقد أدان كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، بقوة الخطوة الإسرائيلية، ودعا الولاياتالمتحدة لتحميل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن إنهيار المفاوضات وعملية السلام نتيجة لإصرارها على قتل أي فرصة لإستئناف مفاوضات السلام. وقال عريقات إن القرار الإسرائيلي رد واضح على جميع الجهود الدولية، ولا سيما الجهود الأميركية لاستئناف المفاوضات التي تواجه انهيارا وشيكا بسبب النشاط الاستيطاني الإسرائيلي. وويرى المراقبون اأن الخطوة الإسرائيلية ، محاولة لجس نبض المجتمع الدولي ومعرفة ردود أفعاله، بينما تتحدث بعض المصادر الإسرائيلية عن وجود موافقة أميركية عليها. وفي الواقع ، فإن إسرائيل لم توقف الاستيطان، بل كان مستمرا حتى في الضفة الغربية ولو في نطاق محدود، وأيضا في القدسالمحتلة رغم توقفها مؤقتا بسبب الضغوط الأميركية عليها ، ولا سيما عندما إعلانها عن مشروع بناء 1600 وحدة سكنية جديدة بالتزامن مع زيارة جوزيف بايدن نائب الرئيس الأميركي، مما أدى إلى ضغوط أميركية عليها لوقفه في حينها. من جهة أخرى، أعلنت الجمعيات اليمينية التي تنشط في حي الشيخ جراح في القدسالشرقية، أنها تنوي إسكان عشر عائلات يهودية أخرى في منازل تقول إنها كانت تابعة لليهود قبل العام 1948. وقال ناشط اليمين، أريه كينغ، إن الجمعيات تعرض على سكان هذه المنازل العرب تعويضات مقابل مغادرتهم إياها.