سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأمين العام لحزب الاستقلال الأستاذ عباس الفاسي يترأس اجتماع الفريق البرلماني الاستقلالي مؤسسة البرلمان يجب أن تكون فضاء رحبا للنقاش الهادف والحضاري المثمر ولابد من السمو بالعمل التشريعي
ترأس الأمين العام لحزب الاستقلال الأستاذ عباس الفاسي يوم الخميس 7 أكتوبر الجاري بالرباط اجتماعا للفريقين الاستقلاليين بمجلسي النواب والمستشارين خصص لمناقشة عدد من القضايا المرتبطة بالخصوص بتحسين أداء الفريق الاستقلالي بالغرفتين التشريعيتين خلال المرحلة المقبلة وتحفيزه على العمل وتوحيد الرؤية حول بعض القضايا الأساسية ببلادنا. ننشر فيما يلي نص الخطاب التشبث بمنهجية التواصل بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على خير المرسلين، الأخوان رئيسا الفريقين الاستقلاليين بمجلس النواب وبمجلس المستشارين، الاخوة أعضاء الفريقين، يشرفني أن أحضر معكم هذا اللقاء الهام الذي أصبح تقليدا مهما ومنهجية تواصل فعالة نَحْرصُ على أن تتكرر في كل مناسبة، وهو لقاء يسمح لنا بتبادل الآراء والانصات إلى وجهات نظركم في قضايا نعتبرها في حزب الاستقلال أنها تكتسي أهمية بالغة جدا، وهو لقاء يصادف هذه المرة افتتاح السنة التشريعية تحت رئاسة جلالة الملك محمد السادس نصره الله. واسمحوا لي في بداية هذه الكلمة أن أعبر لكم باسم جميع الاستقلاليين والاستقلاليات عن اعتزازنا بالعمل الفعال الذي تقومون به، وعن افتخارنا بالجهود الكبيرة التي تبذلونها خدمة للصالح العام، ونؤكد لكم بهذه المناسبة أنكم تشرفون الحزب الذي تنتمون إليه بأدائكم النيابي والسياسي المنتج والفعال. أهمية مؤسسة البرلمان الاخوة والأخوات إن مؤسسة البرلمان تكتسي أهمية بالغة في جميع دول العالم خصوصا في الدول الرائدة في ممارسة الديمقراطية، لأنه يجسد سيادة الأمة التي تمارس بواسطة ممثلي الشعب، وهو يتداول في القضايا المصيرية لكل بلد، من خلال التصريح الحكومي ومنح الثقة للسلطة التنفيذية والبت في مشاريع القوانين والمساهمة بتقديم مقترحات القوانين والقيام بالمراقبة النيابية من خلال الأسئلة الشفوية والكتابية واجتماعات اللجان المتخصصة وإحداث اللجان الظرفية والموضوعاتية، لذلك نستشعر أهمية العمل الذي تقومون به وتأثيره في الحياة العامة في البلاد، وإذا كان البرلمان المغربي الذي نكن له كل التقدير والاحترام يقوم بأعمال مهمة تساهم في التطور وتحقيق المكاسب ، فإننا في نفس الوقت نعبر عن انشغالنا ببعض المظاهر والممارسات التي لا تسير في نفس هذا الاتجاه، فالغياب المتكرر للسادة البرلمانيين عن اجتماعات اللجان أو في الجلسات العامة تسائلنا جميعا، وإذ كنا نعبر عن اعتزازنا بالحرص الذي يبديه كثير من النواب والمستشارين على الحضور الدائم والمتواصل والفعال في أشغال المؤسسة التشريعية، فإننا نثير الانتباه إلى ظاهرة الغياب من طرف البعض، وأعتقد أن الوقت قد حان للبحث في الأسباب الذاتية والموضوعية التي تتسبب في هذه الظاهرة. ضرورة التركيز على القضايا التي تخدم المصالح العامة ثم إن مؤسسة البرلمان يجب أن تكون فضاء رحبا للنقاش الهادف والحضاري المثمر، وليس منبرا لممارسة القذف والحط من قيمة أداء هذه المؤسسة الدستورية السياسية الهامة جدا، لذلك نلح في التأكيد على السمو بالممارسة داخلها من خلال التركيز على القضايا التي تخدم المصالح العامة. إن سيادة مثل هذه المظاهر تسائلنا جميعا وإن كان ذلك بتفاوت بين طرف وآخر، وأسجل في هذا السياق السلوك الحضاري الذي يميز أداء جميع أعضاء الفريقين الاستقلاليين بمجلسي النواب والمستشارين. وهي مظاهر على كل حال تساهم في تكريس العزوف السياسي، لأن المغاربة لايقبلون ولن يقبلوا بأن يتم إفراغ العمل النيابي من محتواه وتحويل المؤسسة التشريعية إلى حلبة للصراع والنزاع بأساليب ليست لائقة تحاول أن تعطل البرلمان، إننا نؤكد أن خصوم الديمقراطية في البلاد لايمكن أن ينخرطوا بسهولة في المسار السياسي الهام الذي سارت عليه البلاد إلى الآن. حصيلة العمل التشريعي والرقابي وإننا من جهتنا نجدد التأكيد على حصيلة العمل التشريعي والرقابي التي تراكمت خلال السنتين الماضيتين، وهي حصيلة تتجاوز بكثير ما تم تحقيقه في الماضي، وتحققت هذه الحصيلة الهامة والوازنة بفضل الجهود التي بذلتها جميع الأطراف، فالحكومة والبرلمان تجاوبا مع هذه الجهود وكان للبرلمان دور رئيسي فيما تحقق، وهكذا صدرت قوانين كثيرة تهم مجالات عديدة من تخليق الحياة العامة وحقوق الإنسان وحقوق المرأة وفي القضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وأؤكد لكم أن عمل البرلمان يحظى باهتمام المغاربة قاطبة خصوصا من طرف الهيآت السياسية والنقابية والحقوقية وفي المجتمع المدني وفي الأوساط الثقافية والفكرية. وإن الحصيلة المهمة التي تحققت لحد الآن وكان للبرلمان دور رئيسي فيها ساهمت كثيرا في تحسين صورة البلاد في الخارج، حيث سجلت كثير من العواصم في العالم وعديد من المنظمات الدولية المتخصصة المكاسب الهامة التي حققتها بلادنا، وأؤكد أن كثيراً من هذه الأوساط العالمية كانت تعاكس المصالح الكبرى لبلادنا وفي مقدمتها قضية وحدتنا الترابية في العالم بسبب مؤاخذتها على تردي الأوضاع السياسية والحقوقية والاجتماعية في بلادنا، لكن ما إن عاينت أوراش الإصلاح العظيمة التي يقودها جلالة الملك محمد السادس نصره الله حتى بادرت إلى دعم هذا المسار على كافة المستويات. حرص ملكي على تعزيز الديمقراطية إن التأكيد على هذه القضايا يكتسي أهمية بالغة جدا في الظروف الحالية التي بدأت تسود فيها بعض المظاهر المقلقة والتي تضر بما تحقق من مكاسب لحد الآن، إننا نقصد بذلك عودة استعمال المال في الحياة السياسية، والنشاط الملفت للنظر لظاهرة الترحال التي تمثل مسخا حقيقيا تفرض علينا جميعا إيلاءها ماتستحقه من اهتمام. وبالنسبة إلينا فإننا نجدد التأكيد على أن حزب الاستقلال وبغض النظر عن موقعه السياسي سيظل مخلصا ومتشبثا بالبمادئ والقيم التي تمثل مراجعه الرئيسية والتي ترسم له طريق النضال والعمل. وإن حزب الاستقلال واثق من إرادة جلالة الملك محمد السادس وثقته راسخة في حرص جلالته على أن تتميز المرحلة الحالية بالديمقراطية والنزاهة والتخليق. الكتلة الوطنية الأخوة والأخوات، جرى حديث كثير عن قضية التحالفات، وأسالت كثيراً من الحبر، ونحن من جهتنا نجدد التأكيد بهذه المناسبة أن حزب الاستقلال متشبث بالكتلة الديمقراطية التي ساهمت بقسط وافر جدا في تحقيق المكاسب وإن في قوة هذه الكتلة قوة لإرادة الاصلاح والتطور والنمو، لذلك سنبقى مخلصين للكتلة موحدين لها. كما نؤكد أن الأغلبية الحالية التي اشتغلنا معها طوال أكثر من 12 سنة لاتزال صالحة وفعالة وهي بكل تأكيد مستعدة لتكريس تحالفها وتنسيقها لكسب رهان انتخابات 2012. سنة متميزة الاخوة والأخوات إن هذه السنة التشريعية ستكون متميزة بالنظر الى ما ستعرفه من عمل وما ستتطلبه من جهود. وهي السنة التي تسبق الانتخبابات التشريعية المقررة خلال سنة 2012 ، وإني على يقين أنكم لن تدخروا جهدا باسم جميع الاستقلاليين للمساهمة بقسط وافر في ضمان شروط إثراء حصيلة هذه السنة، وإني على يقين أن أداءكم سيتميز بالسلوك الحضاري كما المعتاد، تناقشون الأفكار والبدائل والبرامج بما يخدم حاضر ومستقبل البلاد، تنسقون مع الأغلبية التي تنتمون إليها، وتحترمون المعارضة التي تحترم نفسها. كما أنكم تدافعون عن الأداء الحكومي الذي حقق حصيلة مهمة جدا على كافة المستويات بفضل انسجام أعضاء الحكومة والجهود الكبيرة التي يبذلها جميع الوزراء وفي جميع القطاعات. إن الحكومة تشتغل كفريق واحد منسجم وقوي. الاستعداد للانتخابات الإخوة والأخوات لابد من أن نعتبر أن الانتخابات التشريعية لسنة 2012 ستنظم غدا وبعد غد، إن أقل من سنتين في الزمن السياسي تعني مدة وجيزة جدا، لذلك لابد أن نكثف استعداداتنا لكسب رهان هذه الاستحقاقات على مستويات كثيرة. أولا من خلال العناية والاهتمام بالتنظيم الحزبي الاستقلالي، فمكتب الدائرة، ومكتب الفرع، ومكاتب هيآت ومنظمات الحزب هي الوسائل والأدوات والآليات التي تمهد الطريق أمام كسب رهان الانتخابات، لذلك لابد من تأهيل تنظيمات الحزب وتفعيلها، وضمان أجواء التعبئة الشاملة بين صفوف المناضلين والمناضلات. إننا إذا ما نجحنا في تحقيق أعلى مستويات التأهيل والتنظيم وفي التعبئة فإن الحزب سيحقق نتائج إيجابية بحول الله، خصوصا وأن المغرب في عهد جلالة الملك محمد السادس نصره الله قطع مع أساليب التزوير وتدخلات السلطة، وتكفي الاشارة هنا الى أن لا أحد من الأحزاب طعن في الانتخابات التشريعية الأخيرة، فيما يتعلق بالتزوير وتدخلات أجهزة السلطة، نعم، كان هناك استعمال للمال في بعض الدوائر، وهذه ظاهرة تسائلنا جميعا فعلا. ثانيا، ستجد الملفات المرتبطة بالانتخابات موقعا متقدما لها في اهتمامات الرأي العام الوطني خصوصا داخل المؤسسة التشريعية، وإني على يقين على أن أعضاء الفريقين الاستقلاليين لمجلسي المستشارين والنواب سيكونون في مستوى انتظارات الناخبين الذين منحوهم الثقة وفي مستوى تطلعات جميع الاستقلاليين والاستقلاليات الذين يعتزون بأدائهم، ستكونون في هذا المستوى بما عهدنا، فيكم من التحلي بالسلوك الحضاري والمساهمة الفعلية الايجابية في الإضافة والتعديل والإثراء