تحدثت مصادر إعلامية إسبانية مؤخرا، عن وجود اتفاق مبدئي بين حكومتي المغرب وإسبانيا، من أجل عقد القمة القادمة بالعاصمة الرباط بداية سنة 2011. وجاء الإعلان عن هذا النبأ على لسان رئيس الديبلوماسية الاسبانية ميغيل أنخيل موراتينوس ، الذي أشار إلى أن هذا القرار اتخذ أثناء الاجتماع الذي جمعه بمقر الأممالمتحدة في نيويورك مع نظيره المغربي الطيب الفاسي الفهري، والذي استغرق حوالي الساعة ، في أعقاب مشاركة الوزيرين ضمن وفدي بلديهما في اجتماعات هيئة الأممالمتحدة. كما أشار موراتينوس إلى أن الجانبان اتفقا على أن تقوم النائبة الأولى لرئيس الحكومة الاسبانية "ماريا طيريزا دي لا فيغا "بزيارة إلى المغرب خلال الأسابيع القليلة القادمة لتنسيق عملية التحضير للاجتماع الثنائي الرفيع المستوى بين البلدين ، وتحديد جدول أعمال القمة. وقال موراتينوس في هذا السياق أن القمة المقبلة ستكون مناسبة لتطوير العلاقات الثنائية ولإشاعة أجواء الطمأنينية والتعاون والاحترام المتبادل ، واستحضار الإرادة الحسنة لحظة معالجة المشاكل التي تطفو على السطح، وبداية للمصالحة بعد أشهر من التوتر التي طبعت العلاقات بين الرباط ومدريد . كما ستستعرض القمة المقبلة مستوى العلاقات بين البلدين وستناقش الأولويات والملفات المشتركة ( الهجرة غير الشرعية وتسوية وضعية المهاجرين وتهريب المخدرات وتنامي ظاهرة الإرهاب في المنطقة والاتحاد من أجل المتوسط والعلاقات بين بلدان المغرب العربي والمشاريع الاقتصادية في مجال الطاقة المتجددة والاستثمارات ....) مشيرا في الوقت ذاته إلى الوضع المتميز للعلاقات التي تجمع بين المغرب واسبانيا، وكذا تطور مجالات التعاون بين الجانبين وفي كافة المجالات والأصعدة. والملاحظ أن العلاقات بين المغرب وإسبانيا لا تتمتع بالاستقرار الدائم ولا بالتوتر الدائم ، فهما دولتا تماس حضاري وجغرافي بين الشمال والجنوب ، وتتداخل في تدبير الجوار بينهما العديد من المركبات والتعقيدات السياسية والاقتصادية والتاريخية والاستعمارية .ويشار أن الاجتماع الأخير الذي جرى بين وزيري خارجية البلدين بنييورك ، جاء عقب اللقاء الذي جمع يوم الاثنين 20 شتنبر الماضي في الأممالمتحدة بين الملك محمد السادس ورئيس الوزراء الاسباني خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو. والذي عبرا من خلاله عن استعدادهما للتعاون في كل المجالات من أجل تحقيق التنمية المشتركة ، وإنهاء الرسائل المشفرة التي أطلقت مؤخرا ، ووضع حد كذلك للتكهنات التي أصبحت تسري في الساحة السياسية بعد تأجيل العاهل الإسباني زيارته للمغرب نتيجة لحالته الصحية ، والتي أعطت لأطراف اليمين الإسباني بعض المبررات للخوض مجددا في عناصر التناقض بين كل من إسبانيا والمغرب. ويذكر في الختام ،أن آخر لقاء مماثل جمع بين الملك محمد السادس وزباطيرو انعقد منذ سنتين في مدينة وجدة (يوليوز 2008).