كشف الصحفي الأميركي الشهير، بوب وودورد ، في كتابه الجديد «حروب أوباما» عن تشكيل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) جيشا سريا يعمل في أفغانستان، وعن تفاصيل عن صراعات داخلية حادة في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن السياسة التي يجب اتباعها هناك. ويشير الكتاب، الذي سيصدر غدا الاثنين ، إلى أن الجيش السري قوامه ثلاثة آلاف جندي أغلبهم من الأفغان، وهو على درجة عالية من التدريب. ويحمل الجيش، الذي يضم وحدات لمكافحة الإرهاب اسم «فرق مكافحة الإرهاب وملاحقة مرتكبيه» واختصاره «سي تي بي تي»، ويتكون في غالبه من جنود أفغان، ومهمته رصد وملاحقة وقتل عناصر حركة «طالبان»، وتدمير مواقعهم في المنطقة الحدودية بين أفغانستان وباكستان. ويشير الكتاب، الذي نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» مقتطفات منه ، إلى تفاصيل جديدة تؤكد أيضا تقارير وسائل الإعلام الأميركية عن تحويل إدارة أوباما نشاط «سي آي أي» في الخارج إلى منظمة شبه عسكرية تخوض حروبا خفية ضد الإرهاب في آسيا وأفريقيا. وفي تقييمها للكتاب، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إنه رغم أن العديد من الانقسامات الداخلية التي يتضمنها معروفة الآن, فإنه «يقدم تفاصيل جديدة ويشير إلى أن الخلافات كانت أكثر حدة مما هو معروف». وقالت إن كتاب وودورد يصور إدارة ممزقة بشدة بشأن الحرب في أفغانستان, إذ كان البعض من كبار مستشاري الرئيس يشكك في نجاح إستراتيجيته الجديدة, كما كان الشجار ينشب بينهم معظم الأوقات خلال العشرين شهرا الماضية. وذكرت «نيويورك تايمز» أن الكتاب يصف أوباما بأنه «رئيس محترف» كلّف مستشاريه «بواجبات» لكنه ثار غضبا مما رأه من محاولات من القادة العسكريين لإجباره على مضاعفة مستوى القوات في أفغانستان إلى ثلاثة أمثال. ويعتبر وودورد من أشهر الصحفيين في الولاياتالمتحدة، وهو مساعد رئيس تحرير صحيفة «واشنطن بوست»، وذاع صيته بعد أن لعب دورا في الكشف عن فضيحة «ووترغيت» في إسقاط الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون عام 1974.