أكد ماريانو راخوي زعيم الحزب الشعبي في ندوة صحفية بمدينة مليلية المحتلة التي زارها في ذكرى احتلالها 512 أنه لايريد الدخول في سجال مع المغرب بعد الرسالة التي توصل بها من الأمين العام لحزب الاستقلال عباس الفاسي الى وصف زيارته لها بالاستفزازية. وقال راخوي إنه زار المدينةالمحتلة ثمان مرات كزعيم للمعارضة معتبرا زيارته طبيعية وفي الاتجاه الإيجابي. وأضاف راخوي أن على البلدين المغرب وإسبانيا أن يعملا ويتعاونا في الكثير الذي يجمعهما أكثر من الحديث عن القليل الذي يفرقهما. مؤكدا في ذات الوقت أن تحركاته طبيعية «في كل التراب الإسباني» وأنه بعد زيارة مليلية سيزور برشلونة ومالقة ومايوركا، وأنه ليس هناك ما يمنعه من التجول «داخل التراب الوطني» وقالت وكالة أروبا بريس إن ماريانوراخوي، تجنب دائما السجال مع حزب الاستقلال الذي يترأسه الوزير الأول عباس الفاسي. وقال خالد الناصري، وزير الإتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة، إن الموقف الذي عبر عنه أخيرا حزب الاستقلال بشأن الزيارة التي يعتزم ماريانو راخوي، رئيس الحزب الشعبي الإسباني القيام بها لمدينة مليلية المحتلة، يعكس رأي ومشاعر جميع المغاربة بخصوص وضع مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين. وأكد الناصري، في معرض جوابه على أسئلة « العلم» عقب إنتهاء أشغال المجلس الحكومي، مساء أول من أمس، الخميس، أن هذا الموقف يحظى بإجماع 33 مليون مغربي، يرون على غرار الحكومة وجميع المؤسسات والأحزاب السياسية، ضرورة إيجاد أرضية للتفاهم تدفع باتجاه حل قضية سبتة ومليلية المحتلتين بشكل يحفظ المصالح المشتركة. وأوضح الناصري أن موقف المغاربة واضح لا غبار عليه، هو أن مليلية وسبتة، مدينتين مغربيتن محتلتين من قبل إسبانيا، و ولن يتغير موقفهم إلى حين تحريرهما وباقي الجزر ، مؤكدا أن الحكومة تتابع هذا الملف من خلال مختلف مؤسساتها وعبر التدبير اليومي من قبل وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، ووتتحاور مع حكومة يرأسها زاباتيرو، ووزير خارجيتها موراتينوس، مضيفا أن حكومة البلدين تدبران العلاقات الثنائية بروح إيجابية بهدف بناء شراكة مربحة للطرفين، وتتميز بحسن الجوار. بيد ان الناصري قدم توضيحات بخصوص موقف الحزب الشعبي، قائلا» أن يكون طرف داخل الفضاء السياسي الاسباني، يريد تسجيل إصابات ما في مرمى حكومة بلاده، او هكذا يريد أن يفهم العالم، فإننا في المغرب لا نعير إهتماما لللحسابات السياسية الداخلية»، وهي إشارة واضحة وجهتها الحكومة المغربية، إلى الحزب الشعبي الاسباني، اليميني، أنها غير مكثرتة بما يحاك من مناورات لتعكير صفو العلاقات الطبيعية بين البلدين، ما يعني أن الحزب الشعبي الاسباني، حسب ملاحظين، يفتقر إلى برنامج سياسي واضح المعالم إتجاه جيرانه، وخاصة في الضفة الجنوبية، إذ يتحرك وفي مخيلة قيادييه أن المغرب بلد عدو ولاشيئ آخر، وأن أبسط مشكلة قد تقع بين مواطنين، يجعل منها مشجبا لدغدغة عواطف العاطلين من اجل تحويل أنظارهم إتجاه المغرب، كبلد تأتي منه كل الشرورن بما فيها الأزمة العالمية، وتراجع مناصب الشغل، ونقص منتوج صيد السمك، والجفاف والأعاصيروغيرها. وكان حزب الاستقلال عبر عن اسفه الشديد، في رسالة وجهها عباس الفاسي، الأمين العام، و الوزير الأول، إلى رئيس الحزب الشعبي الإسباني، حيث اكد رفضه القاطع للزيارة الاستفزازية المرتقبة لمليلية المحتلة، لأن ذلك يمثل «مسا صريحا بالكرامة والشعور الوطني المغربي». وبشأن أحقية جمعيات المجتمع المدني الاسباني والمغربي في الاحتجاج، قال الناصري، إن المغرب ليس فضاءا مفتوحا لكل من هب ودب للقيام بإحتجاجات لدعم الانفصال، ودعم شردمة الانفاصليين، بل بلد له قوانينه، وسيادته، ومن يحترم ذلك، فمرحبا به ومن يخالف القوانين، فإنه سيعود من حيث أتى، مؤكدا أن الحركات البهلوانية لبضعة اسبان لن تثني المغرب في تطوير مناطقه كلها . وأكد الناصري ان جمعيات المجتمع المدني المغربي لها كامل الحرية في ممارسة إحتجاجها ، شريطة إحترام قوانين البلدان الأخرى، وأن الحكومات مطالبة بإحترام المواطنين الذين يحترمون القوانين، ولا شيئ آخر، وهي إشارة، تؤكد ، حسب مراقبين، أن الحكومة المغربية، لن تسمح لبضعة مغاربة السفر إلى مدريد، والقيام بإحتجاجات للمطالبة بفصل هذه المنطقة عن باقي التراب الاسباني، أو القيام بإحتجاج في برشلونة للمطالبة بفصل المنطقة الكاطلونية عن باقي التراب الاسباني، على غرار ما قام به 14 إسبانيا في مدينة العيون.