باءت محاولة مجموعة من الشبان من أجل الهجرة السرية إلى الضفة الأخرى من المتوسط بالفشل رغم ان العملية تم التخطيط لها بدقة في الزمان والمكان، بل إن المخاطرة كادت أن تتحول الى مأساة وتودي بحياتهم لولا ألطاف الله .. كانت بداية المغامرة قبل أيام قليلة من حلول عيد الفطر من باب فاس أحد أحياء مدينة القنيطرة ، حيث انطلقت منه سيارة من الحجم الكبير في اتجاه شاطئ شليحات المحادي لشاطئ المهدية محملة ب 22 مرشحا للهجرة السرية منهم قاصرين ، ظنا من المنظمين أن صعوبة الوصول الى شاطئ الشليحات وعزلته وقلة رواده كفيل بإنجاح العملية ،لكن ما لم يخطر بالبال هو ان القارب التقليدي الذي انطلق بهم تعرض محركه لعطل في عرض البحر، وتاه بهم لمدة خمسة أيام عانوا خلالها من الجوع والعطش وشبح الموت قبل رصدهم يوم الجمعة الذي صادف عيد الفطر من طرف مركب صيد على بعد 27 ميلا بحريا (حوالي 48 كلم ) قبالة شاطئ المهدية، وتم إخطار مندوبية الصيد البحري بالأمر ،وفورذلك تدخل الدرك الملكي بواسطة مروحية وخافرة الى جانب مركبة تابعة للبحرية الملكية ،وبعد عملية بحث ومسح شاملة تم العثور على القارب وركابه وهم في حالة سيئة حيث نقلوا الى الميناء التجاري للمهدية وقدمت لهم الإسعافات الأولية بحضور ممثلي مختلف الأجهزة الأمنية والإدارية ، فيما نقل خمسة منهم الى مستشفى الإدريسي بالقنيطرة لتلقي العلاج واثنان منهم مصابان بكسور..أما الآخرون فقد تم اقتيادهم الى مقر الدرك الملكي للبحث والتحري من أجل معرفة هوية المهاجرين السريين، والجهة المنظمة للعملية .. وحسب المعلومات، التي توصلت بهم «العلم» فان المرشحين للهجرة كلهم مغاربة ينتمون لمدينة القنيطرة وضواحيها والى مناطق اخرى من خارج الإقليم، ورجحت نفس المصادر ان يكون المشتبه به أو المشتبهين في تنظيم العملية من المهدية .. فيما تشير معلومات أخرى ان قاربا آخر انطلق هو الآخر من نفس المكان محملا ب 28 مرشحا للهجرة السرية نجح في مغادرة شاطئ..والجدير بالذكر أن شاطئ الشليحات وبعض نقط ساحل القنيطرة شاطئ سيدي بوغابة ،مولاي بوسلهام وخاصة شاطئ بوكمور أضحت بحكم موقعها المنعزل محطات لإنطلاق محاولات الهجرة الى أوربا خصوصا بعد التضييق على الهجرة السرية في شمال البلاد ،هذا وتستغل عصابات " الحريك " بعض المناسبات كالأعياد لتنفيذ عملياتها، وكثيرا منها خلفت مآسي راح ضحيتها مواطنون في عز الشباب..