للمرة الأولى منذ أحداث 11 شتنبر 2001، ها هم محللو وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) يرون في فرع تنظيم القاعدة باليمن -بدلا من مركزها الأساسي الموجود حاليا بباكستان- أكثر التهديدات إلحاحا بالنسبة للأمن القومي الأميركي، حسب ما نقلته صحيفة عن مسؤولين أميركيين. فقد نسبت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية لهؤلاء المسؤولين قولهم إن تقييما جديدا متأنيا لفرع القاعدة باليمن دفع مسؤولين كبارا بإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى المطالبة بتصعيد العمليات الأميركية هناك، واقترحوا استخدام طائرات سي آي أي بدون طيار المسلحة لتعزيز الحملة العسكرية السرية الأميركية باليمن. وحسب صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية, فإن المسؤولين الأميركيين يعتقدون اليوم أن تنظيم القاعدة في اليمن ينسق الآن بشكل أوثق مع حلفائه في باكستان والصومال للتخطيط لهجمات تستهدف الولاياتالمتحدة الأميركية، وهو ما من شأنه تعزيز احتمال تبني الإدارة الأميركية برنامجا مكثفا لعمليات القتل المستهدف في اليمن. ومن شأن هذه الخطوة أن تمنح وكالة الاستخبارات المركزية دورا أكبر بكثير في تنفيذ هذه الحملة الأميركية السرية ضد أهداف عسكرية في اليمن وعبر منطقة القرن الأفريقي. ومن المرجح أن تكون على غرار حملة سي آي أي السرية التي تنفذها عبر طائرات بدون طيار في باكستان. فقوات العمليات الخاصة بالجيش الأميركي ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية تضع منذ فترة معدات رصد ومراقبة وطائرات بدون طيار وعددا من الأفراد في مواقع باليمن وجيبوتي وكينيا وإثيوبيا لتعزيز قدرتها على استهداف القاعدة في اليمن المعروفة ب»القاعدة في شبه الجزيرة العربية» وحليفتها حركة الشباب المجاهدين في الصومال. ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين أميركيين في مكافحة الإرهاب قولهم إن الجماعتين مرتبطتان اليوم بشكل وثيق أكثر من أي وقت مضى, ويساعد على ذلك القرب الجغرافي بين اليمن والصومال. ورغم ذلك، تقول واشنطن بوست، فإن المحللين لا يزالون يصرون على اعتبار تنظيم القاعدة بباكستان وحلفائه بمنطقة القبائل يمثلون خطرا بالغا على أميركا, ويؤكدون أن واشنطن ستستمر في مطاردة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وغيره من زعماء التنظيم المختبئين ذكما يُظن- في باكستان. وأشار المسؤولون إلى أن الأهم من ذلك هو دور أنور العولقي، اليمني الأصل والمولود في الولاياتالمتحدة الأميركية والذي يتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة، إذ ساعدت طموحاته «المتشددة» في تحويل تنظيم القاعدة في اليمن إلى خطر يتجاوز خطرها المحلي. ولدى «سي آي أي» في باكستان من الأشخاص والإمكانيات والموارد عشرة أضعاف ما لديها في اليمن، ولأن الوكالة لا تنوي تقليص إمكانياتها في باكستان فإن المسؤولين يتوقعون أن تزيد من وجودها في اليمن ليتقلص بذلك الفارق بين ما لديها في كلا البلدين.