أقل من سبعة أسابيع هي المدة التي بقيت لتفعيل مدونة السير الجديدة التي جاءت لتعزز الترسانة التشريعية في مجال السير، ورغم أهميتها إلا أنها خلقت في الفترة الأخيرة جدلا كبيرا في أوساط المهنيين خاصة. فاغلبهم يقولون أنها جاءت لتضيق الخناق على السائق وتفرض عليه عقوبات قاسية لاتتماشى مع طبيعة الخرق القانوني المرتكب. وما لايفهمه أصحاب تلك النزعة المعادية لمدونة السير الجديدة أن هدفها الأسمى هو الحفاظ على أرواح المواطنين والسهر على حمايتهم من التجاوزات الخطيرة الناتجة عن تهور السائقين. هذه المدونة جاءت بالكثير من المضامين الجديدة التي يستعصي فهمها من طرف المواطن العادي في كثير من الأحيان، ولذلك تقوم اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير منذ الأسبوع الأول من شهرماي بالترويج لمخطط تواصلي يواكب مدونة السير، والهدف منه هو نشر الوعي بأهميتها كقانون جديد وتخليص المجتمع من العديد من الأفكار المغلوطة والأحكام المسبقة التي ارتبطت بالمدونة باعتبارها ضمانا للاستعمال السليم والآمن للفضاء الطرقي بالمغرب. القنوات الإذاعية والتلفزية دعائم التواصل الأساسية بامتياز: الإذاعة والتلفزة كانتا ولازلتا أكثر الوسائط الإعلامية الأكثر تأثيرا على الرأي العام اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير كانت واعية بهذه المسألة، ولهذا الغرض وفي إطار مواكبتها لمدونة السير الجديدة اعتمدت هاتين الوسيلتين وقامت بانتاج وبث برامج قصيرة يومية تبسط مضامين المدونة، كذلك تم انتاج وصلات تحسيسية تعالج وضعيات وحالات ترتبط بالسلامة الطرقية وكل هذه الأنشطة تتم في إطار شراكة مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة والعديد من الإذاعات الخاصة التواصل المباشر مع مكونات المجتمع المدني والفاعلين في مجال السلامة الطرقية اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير لم تعتمد فقط على التواصل الوسائطي بل قامت بعمليات تواصلية مباشرة مع مختلف المتدخلين والفاعلين المعنيين بالسلامة الطرقية عن طريق تنظيم أيام إخبارية لفائدة ممثلي الجمعيات التي تنشط في المجال حيث تستغل هذه اللقاءات العلمية لادراج موضوع مدونة السير ضمن البرنامج الخاص لهذه اللقاءات. آراء من الشارع: سلمى.ش: أرى أن مدونة السير الجديدة التي ستدخل حيز التنفيذ في فاتح أكتوبر المقبل لاتتضمن فقط تدابير زجرية بل إصلاحا شموليا لمنظومة السير ككل والتي ستكون بدون شك ذات تأثيرات إيجابية وفعالة لتحسين مستوى السلامة الطرقية ببلادنا والمساهمة في التقليل من حوادث السير وتوضيح كل من حقوق وواجبات مستعملي الطريق على حد السواء. عبد الالاه.ش: أرى أن مدونة السير جاءت بقيمة مضافة وهي مدونة مقتبسة من نظام السير بالسويد والأكيد أن هذه المدونة ستكون لها انعكاسات إيجابية على المواطن المغربي بحكم أنها تتضمن مقتضيات وبنوده هامة تتوجب الشرح والتبسيط لكافة مستعملي الطريق بكافة فئاتهم. وأظن أن هذه المهمة منوطة باللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير التي قامت باعداد وبلورة مخطط للتواصل مواكب لهذه المدونة الجديدة التي طرحت العديد من الإشكالات في أوساط المهنيين. غزلان.أ: مدونة السير هي خطوة جريئة قامت بها الحكومة المغربية لاحداث قيمة مضافة في المجال التشريعي المغربي في مجال السير، واللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير تقوم بدور فعال من أجل إطلاق مخطط تواصلي مواكب لمدونة السير الهدف منه هو التعبئة والتفسير البيداغوجي للمضامين الجديدة لمدونة السير باستثمار كافة الدعائم التواصلية الأكثر تأثيرا على الرأي العام. عادل.ت: القوانين التي كانت في السابق كانت تتساهل بشكل كبير وتساهم في خلق نوع من العبث بأرواح المواطنين. بحيث لم تكن واضحة فيما بخص العمليات الزجرية في حق مستعملي الطريق. أما الآن فالطابع الجنحي سوف يحضر بكثافة في بنود المدونة الشيء الذي سيكون له أثر فعال في إعادة النظام إلى الطرقات والتقليص من عدد قتلى حرب الطرق.