قد يتمكن العلماء من هزم أمراض القلب بعد اكتشافهم لخرق علمي هام.إذ أصبحوا أقرب إل ذلك، بعد اكتشافهم لقائمة «شاملة» يبلغ عددها حوالي 100 مورِّث جيني أساسي، لها علاقة بارتفاع الكولسترول.وجاء اكتشاف 95 مورِّثا من بينها 59 جديدا ليطلق مرحلة جديدة في البحث ويمكن أن تقود إلى ابتكار عدد من العقاقير المعالجة للقاتل رقم واحد على صعيد العالم.وتعتبر هذه الدراسة الأكبر من نوعها حتى اليوم وهي مهمة جدا لأنها تحدد أكثر المورِّثات أهمية والتي لها علاقة بارتفاع نسبة الكولسترول في الجسم. ويعد هذا المرض السبب الأول وراء موت 87 ألف شخص سنويا في بريطانيا.ويستطيع العلماء أن يدرسوا كلا من هذه المورِّثات لمعرفة كيف ترفع فرديًا وجمعيًا من الوضع الخطر على حياة المصاب. ويمكن للعلاجات التي توقف أو تشغل هذه المورِّثات أن تتوفر خلال عقد واحد حسبما ذكر بعض الخبراء.وكانت نتائج البحث على الفئران قد أثبتت أن لأحد هذه المورثات (الجينات) المعروف باسم «سورت 1» تأثيرًا حاميًا ضد المستويات العالية من الكولسترول. وقال البروفسور جيرمي بيرسون عالم بيولوجيا الأوعية الدموية في جامعة «كينغز كوليج لندن» والمدير الزميل لمؤسسة القلب البريطانية لمراسل صحيفة الديلي تلغراف اللندنية إن البحث كان «جهدا بطوليا، فما حصلنا عليه من المسح قائمة شاملة من المورثات التي تؤثر على الشحوم ومستويات الكولسترول في الدم».واستند البحث على تحليل 46 دراسة قامت بها معاهد عديدة في شتى أنحاء العالم بما فيها جامعتا هارفارد وكمبردج وشمل أكثر من 100 ألف شخص بما فيها 2000 عائلة في بريطانيا. وإذا كان تناول الدهون المشبعة يزيد نسبة الكولسترول في الجسم فإن الأخير يصنع هو الآخر كولستروله الخاص وهي قدرة تمتلكها مورثاتهم.وبحسب الدراسة التي صدرت في مجلة «نيتشر» العلمية فإن المورثات الخمسة والتسعين التي تم الكشف عنها مسؤولة عن ربع مستويات الكولسترول وثلث مستويات الترايغليسيريد المتوارثة والأخير هو نوع خطير آخر من الشحوم المقاسة في الدم. من جانبه قال البروفسور فرانسيس كولينز عالم المورثات في «المعاهد الوطنية للصحة» بماريلاند إن «الدراسات الوراثية التي تمسح عددا كبيرا ومتنوعا من البشر هي أداة قوية لتحديد العوامل المتوارثة في مجالي الصحة والأمراض». وأظهرت دراسة أخرى أجراها علماء في جامعة بنسلفانيا كيف أن النسخة المحورة من أحد المورثات المعروفة باسم «سورت1» يقلل مستويات الكولسترول في الفئران.وانخفضت نسبة الكولسترول لدى الحيوانات المختبرية بنسبة 80% عند زرقها مع عقار يرفع من كمية بروتين محدد خاص بالكبد.وحاليا يستخدم دواء «ستاتينس» مع المرضى لتخفيض الكولسترول. وغالبا ما يعتبر هذا العقار «أعجوبة» إذ يخفض مستويات الكولسترول بأكثر من ربع وهي لا تنقذ المرضى من الإصابة بالجلطات القلبية.وهذا البحث الجديد قابل لأن يؤدي إلى علاجات أقوى. وقالت «مؤسسة القلب البريطانية» إن هذا البحث «سيساعدنا على هزم أمراض القلب».