تلعب الجينات الوراثية دورا رياديا في تحديد ملامح الشخصية مثل لون البشرة والعين وطول القامة أوقصرها، وبإمكانها أيضا أن تحدد مدى إصابة الشخص بمرض معين تفشى في تاريخ العائلة المرضى قبل أن يولد. وعكف الباحثون منذ فترة على دراسة الجينات لاكتشاف أمراض كثيرة تصيب الإنسان كالسمنة والقلب والشيخوخة وغيرها، لكن الجديد في هذا الشأن أن ترتبط الجينات الوراثية بمسألة بعيدة تماما عن أذهاننا، وهي قضية تحمل بعض الأشخاص لويلات الجوع والفقر، ورغم ذلك يعيشون على قيد الحياة كغيرهم من البشر. فقد توصل علماء أمريكيون الي سر الجين الذي يساعد الانسان علي البقاء حياً، حتي وإن عاني من الجوع لفترة طويلة، حيث أجري العلماء اختباراتهم هذه علي حيوانات المختبرات، وربطوا بين حاجة هذه الحيوانات الي هذا الجين، وحاجة البشر ايضا، وفسروا الجوع الذي يتعرض له ملايين الناس في افريقيا وأماكن أخري من العالم في ضوء اكتشافهم هذا، حيث يبقي الكثير من الناس الذين يعانون الجوع الدائم علي قيد الحياة بفضل الجين الجديد المكتشف. وأطلق هؤلاء العلماء في جامعة كاليفورنيا على الجين الجديد اسم “4 Pha” وهو المسؤول عن اطالة حياة الجائعين، لذلك أطلق عليه مجازا “جين الفقراء” . وأثبتت الاختبارات المعملية أن انخفاض السعرات الحرارية الغذائية بحوالي 40 في المائة اقل من الطبيعي قد أدي الي عيش الحيوانات المختبرة بنحو ثلث الفترة العمرية زيادة، ومعني ذلك أن الجين المكتشف يؤدي دورا مهما في اطالة الحياة مع انخفاض كميات السعرات الحرارية الغذائية. لكن هذه الحيوانات أثناء مرورها بمرحلة الجوع الطويلة، فقدت قدرتها علي الإنجاب، حيث انعدم عندها عنصر الاخصاب الذي يعتمد علي المغذيات المختلفة، ويبقي الطعام في كل الاحوال اكثر اهمية لحصول الجسم علي المزيد من السعرات الحرارية التي تنعش حيويته وأداءه وترفع قدرته علي الاخصاب ايضا. وأشار البحث إلى أن الانسان يملك في جسمه ثلاثة جينات متشابهه للجين “4 pha”، ولكن العلماء لايعرفون حتي الان وظيفتها الدقيقة، لذلك فإنهم سيواصلون بحوثهم للوصول الي تأثيراتها المقارنة بالجين 4 Ph ، واذا تم ذلك فإن معرفة عمل الجينات المسؤولة عن اطالة الحياة ستساعد في انناجها صناعيا لمكافحة الكثير من مظاهر الجوع في العالم.