أعلن رجل الأعمال والمليادير المعروف بعطائه للجمعيات الخيرية وارن بوفيت، أخيرا، أن 40 من أغنى أثرياء الولاياتالمتحدة تعهدوا بإعطاء نصف ثروتهم على الأقل للمحتاجين. ويأتي هذا الإعلان بعد نحو 6 أسابيع من إطلاق بوفيت مع مؤسس شركة »مايكروسوف« بيل غيتس وزوجته ميليندا إطلاق حملة باسم »تعهد العطاء« لإقناع أغنى أثرياء الولاياتالمتحدة بالتبرع ب50 في المائة من ثرواتهم لقضايا متعددة تساعد على تحسين أوضاع العالم. وقال بوفيت عند إعلان نجاح المرحلة الأولى من الحملة: »لقد بدأنا للتو، ولكن كان هناك رد هائل« للنداء. وأضاف: »في صميم (عمل) تعهد العطاء الطلب من العائلات الثرية بأن يناقشوا ثراءهم وكيف يريدون أن تصرف«، موضحا: »نحن مسرورون بأن الكثير من الناس يقومون بذلك وأن الكثير قرروا أن يتعهدوا وأيضا يخصصون أموالا أكبر من نسبة ال50 في المائة المطلوبة«. ويؤكد موقع »تعهد العطاء« أن التركيز على أصحاب المليارات في الوقت الراهن وأن الحملة تحاول أن تجعل هؤلاء الأثرياء يفكرون بطرق مبتكرة لتشغيل أموالهم لمساعدة الآخرين. وأفاد بيان من »تعهد العطاء« أن عمدة نيويورك مايكل بلومبرغ ومؤسسي موقع »إي بي« بيار وبام أومديور تعهدوا بالتبرع ب50 في المائة من ثروتهم. وقال بلومبرغ في هذه المناسبة: »إذا كنت أن تريد أن تفعل شيئا لأولادك وتظهر لهم كم تحبهم، الأمر الأفضل أن تقوم به هو دعم مؤسسة تجعل العالم أفضل لهم ولأبنائهم«. وأضاف: »عندما نعطي، نحن نلهم الآخرين على العطاء، إما (عطاء) المال أو الوقت«. وبينما تمر الولاياتالمتحدة بأزمة اقتصادية شديدة، يعمل بعض الأثرياء على تحسين صورتهم من خلال العطاء والإعلان عن حملات تبرع جديدة. وقال بيل وميليندا غيتس في بيان أمس: »لدينا بركة أكبر من كل توقعاتنا الخيالية ونحن ممتنون لذلك، وبقدر حجم هذه الهداية نشعر بمسؤولية استخدامها بطريقة جيدة ولهذا نحن مسرورون للانضمام باتخاذ تعهد خاص« إلى الحملة. وبالإضافة إلى إقناع كبار أثرياء الولاياتالمتحدة بالتبرع بأكثر من نصف ثروتهم، تشمل جهود الزوجين غيتس وبوفيت العمل مع هؤلاء الأثرياء للتوصل إلى قرارات حول أفضل طريقة لصرف أموالهم. وينظم الثلاثة حفلات عشاء في مدن أميركية مختلفة أولا لإقناع الأثرياء بالتبرع وثانيا لمناقشة طريقة صرف تلك الأموال. ويذكر أن الحملة لا تعمل على رصد الأموال، بل تسهيل التفكير حول طرق التبرع وأفضل طرق الاستفادة من الثراء. وترتكز فكرة »تعهد العطاء« على الانشغال الشخصي للأثرياء والناجحين في مجال عملهم بعمل الخير والتفكير الشخصي في طرق مبتكرة للعطاء. وقال المدير التنفيذي السابق لشركة »سيسكو« الإلكتروني جون مورغريدج وزوجته تاشيا في بيان أمس: »كلما انشغلنا شخصيا بالقضايا التي ندعمها، كان تأثيرنا أكبر».