أمام جمهور غفير يقدر بنحو أربعة آلاف متفرج، أغلبهم من الشباب، أحيت الفنانة المغربية، سميرة سعيد، ليلة أمس الأحد، حفلا ساهرا متميزا، على ركح مسرح قرطاج الأثري، شمال العاصمة التونسية، ضمن فعاليات الدورة ال46 لمهرجان قرطاج الدولي وتألقت المطربة المغربية في أداء مجموعة مختارة من ألبوماتها الغنائية القديمة والحديثة، من قبيل “ليلة حبيبي” و”يوم ورا يوم” و”باشتاقلك ساعات”، و”كلنا إنسان”، و”ما خلاص”، و”قال جاني بعد يومين”، و”ع البال” و”آه بحبك”، بالإضافة إلى أغنية للفنان المغربي الراحل عبد الصادق شقارة “بنت بلادي”، وأغنية المطرب التونسي أحمد حمزة “جاري ياحمودة” تحية للجمهور التونسي ونالت الفنانة سميرة سعيد، التي صاحبها في أداء إحدى أغانيها الموسيقار المصري صلاح الشرنوبي، تصفيقات حارة ومتواصلة من قبل الجمهور على مدار السهرة التي استمرت نحو ساعتين، وصاحبتها فيها فرقة موسيقية استقدمت من فرنسا تضم مجموعة من المواهب الشباب من بينهم موسيقيين مغاربة مقيمين بمدينة تولوز، إضافة إلى الموسيقي المصري المعروف فاروق سلامة، الذي مهد للسهرة بمقاطع، على آلة الأكورديون، من أغاني كوكب الشرق السيدة أم كلثوم وقد لجأت الاركسترا إلى استعمال مزيج من الآلات الموسيقية الشرقية والغربية، مع آلة النفخ النحاسية، مما أضفى على الأداء إيقاعا مبهرا وجذابا حضر هذه السهرة القنصل العام للمغرب بتونس السيد خالد الناصري، وعدد من أعضاء السفارة المغربية بتونس، ومجموعة من أفراد الجالية المغربية المقيمة بهذا البلد وكانت سميرة سعيد قد صرحت للصحفيين قبل إحياء سهرتها، أنها تحرص على الانفتاح ومسايرة التطور الذي يعرفه مجال الفن والطرب، الأمر الذي يجعلها تزاوج بين القديم والحديث في أغانيها وقالت إنها ضد النمطية في الفن، معتبرة أن الفنان يجب أن يكون منفتحا ومسايرا لما يعرفه المجال الفني من تطور، دون التوقف عند مرحلة معينة، مشيرة في هذا السياق إلى تنوع وتعدد الثقافات في العالم، الذي أصبح عبارة عن قرية صغيرة وواحدة، على حد تعبيرها وترى المطربة المغربية، المقيمة بمصر، والتي سبق لها أن تعاملت مع كبار الملحنين والموسيقيين أمثال بليغ حمدي ومحمد سلطان وفاروق سلامة وصلاح الشرنوبي، وأنتجت عشرات الألبومات، أن الفنان يمر بمراحل متعددة في حياته الفنية وكل مرحلة لها خصوصيتها واختلافها، مذكرة في هذا السياق أنها تعاملت مع فنانين من مختلف الأجيال وعاشرت عمالقة الملحنين العرب