... ما ينقص جوزيف بلاتير هذه الأيام إلا "الطبالة والغياطة ، بل وحتى الدقايقية " للتأكيد على أن جنوب إفريقيا على أتم الإستعداد لاحتضان نهائيات كأس العالم في وقتها ومكانها المحددين ... يقولها الرجل كإنه متأكد مما يقول ، ربما لأنه أهدى العمال المكلفين بناء الملاعب تذاكر مجانية للدخول ، أو ربما لأنه يسابق الزمن ويضحك عن نفسه ، مع أن التقارير الصحفية الواردة من هناك تؤكد أن "البهلوان " السويسري إنما يحاول بتصريحاته " التبريد " عن نفسه والترويح عنها ، لأنه في واقع الأمر وجد نفسه قد فعلها "بالبصل " عندما ساند بقوة جنوب إفريقيا للظفر بتنظيم كأس العالم 2010 ، على حساب المغرب الذي كان أول من لفت الإنتباه للقارة الإفريقية ، وأول من ظل يتقدم بطلب تنظيم هذا الحدث الكروي الكبير أكثر من مرة وبإلحاح لم تكن معه هذه الجنوب إفريقيا قد خرجت فيه من طوق الميز العنصري ، أوتكون فيه قوة كروية إفريقية يقام ويقعد لها... لقد قالت تقارير صحفية إن الولاياتالمتحدة وأستراليا وأنجلترا أصبحت دولا مرشحة لاستضافة نهائيات كأس العالم 2010 بدلا من جنوب إفريقيا ، وأن هناك مشاكل عديدة وقفت عليها لجن التفتيش ، سياسية واجتماعية مع ارتفاع معدلات الجريمة. ومرض السيدا ، وأن الدولة البديلة بنسبة تتجاوز 80% ستعرف في اجتماع اللجنة التنفيذية ل»الفيفا« في نوفمبر المقبل... وأن الزيارة الأخيرة لجوزيف بلاتير لجنوب إفريقيا إنما كانت في جوهرها لتوجيه إنذار شديد اللهجة للجنوب إفريقيين الذين أحرجوه كثيرا في ظل البطء في التنفيذ والإستجابة لدفتر التحملات ، وفي ظل استقالة أبرز عنصر في لجنة التنظيم ، وما تبعها من إضرابات العمال المكلفين ببناء المنشآت الرياضية للكأس العالمية القادمة... وإلى ذلك لم يستبعد كثير من المحللين أن يكون بلاتير قد سافر لجنوب إفريقيا من أجل أن يضعها أمام الأمر الواقع بنقل المونديال إلى دولة أخرى أكثر استعدادا ، ولا أدل على ذلك من كشفه للمحطة التلفزية »سكاي نيوز« البريطانية الخميس الماضي أنه تحدث مع ثلاث دول لاستضافة المونديال بدلا من جنوب إفريقيا التي تواجه العديد من المشاكل، وهي الولاياتالمتحدة وأستراليا وأنجلترا... مستبعدا بصفة نهائية الدول الإفريقية التي لها الحق في تنظيم دورة 2010 ، وضاربا عرض الحائط ما كان قد عبر عنه أعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا الأفارقة في اقتراع المفاضلة بين جنوب إفريقيا والمغرب ، الذين صوتوا كلهم لصالح المغرب ، لكن يد جوزيف بلاتير كانت أكثر طولا في تحويل كثير من الأصوات لفائدة جنوب إفريقيا التي كان قد وعدها في 2006 بالفوز عندما كانت قد تقدمت بأول ترشيح لها ضد المغرب وألمانيا وأنجلترا ... وبمعنى آخر فإن بلاتير ذهب ضد اختيارات الأفارقة أنفسهم الذين كانوا مائة في المائة إلى جانب الملف المغربي ، لكنه الآن هاهو يكتوي بنار لم تحملها إلا يده ، وكما نقول في عاميتنا :" شدوا من نيفو يغني ليك " ... والواقع فما أجمل أن يغني لنا بلاتير شوي ... شوي ... فإذا كان يتقن كل أصناف البهلوانيات فلا نظن أنه لن يعرف كيف يغني ، وبالطبع فإننا لن نكون بخلاء عليه ، ولن نتركه وحيدا كما تركنا هو ، بل بالعكس سنضرب له "البندير " احتفاء بحبيبتة السمراء التي خانته وسط الطريق.