تراجعت أسعار النفط لتصل لأقل مستوى منذ 20 مارس الماضي مع انحسار المخاوف من الإعصار آيك. فقد انخفضت أسعار النفط الأميركي الخام تسليم أكتوبر نحو دولارين للبرميل الأحد إلى 99.12 دولارا، مع توقعات المتعاملين بتعافٍ سريع لإنتاج النفط في البلاد بعد الإعصار آيك. ويضيف التراجع في الأسعار إلى الاتجاه الهبوطي المطرد منذ القمة التي بلغها السعر في منتصف يوليوز عند 147 دولارا للبرميل، وسط تزايد الأدلة على أن ارتفاع تكاليف الطاقة وضعف الاقتصاد يحدان بقوة من استهلاك النفط. وفتحت بورصة نيويورك جلسة تداول خاصة بالطاقة الأحد (وهو يوم إجازة رسمية) بسبب اهتمام المتعاملين الزائد بشأن الإعصار آيك الذي ضرب مركز صناعة الطاقة في هيوستون يومالسبت، مما أسفر عن تعطل إنتاج ربع النفط الأميركي والوقود المكرر و15% من إنتاج الغاز الطبيعي. وأفادت التقارير الأولية من مسؤولي الطوارئ وشركات النفط بحدوث ضرر قليل للبنية التحتية مما يشير إلى إمكانية التعافي السريع ليعود الإنتاج إلى سابق عهده في الأيام القليلة القادمة. ولتغطية العجز الحاصل في إمدادات الطاقة قررت وزارة الطاقة الأميركية إرسال 309 آلاف برميل من النفط الخام من الاحتياطي الإستراتيجي للبلاد إلى مصفاتين على ساحل خليج تكساس تعانيان من نقص الإمداد بسبب إعصاري غوستاف وآيك. وقالت الوزارة إن مصفاة وود ريفر التابعة لشركة كونوكوفيلبس ستحصل على 200 ألف برميل، في حين ستحصل مصفاة بورت ألن التابعة لشركة بلاسيد أويل على 109 آلاف برميل. من جهة أخرى عزا وزير النفط الإيراني غلام حسين نوزاري تراجع أسعار النفط في الأسواق إلى ارتفاع الدولار الأميركي، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن السوق مازال يشهد معروضا زائدا، رغم قرار منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) الأخير بخفض الإنتاج. ووافقت أوبك في اجتماع الأسبوع الماضي على تقليل إنتاج المجموعة بمقدار 520 ألف برميل يوميا على مدى 40 يوما بعدما تراجعت أسعار الخام إلى نحو 100 دولار للبرميل. وفي سياق متصل بإعصار أيك ذكرت وكالات الأنباء أن الاعصار شل قلب الصناعة النفطية الأميركية في مدينة هيوستن بولاية تكساس التي ضربها الاعصار قبل أن يتجه شمالا، متسببا بانقطاع التيار الكهربائي عن ملايين المنازل ومخلفا خسائر قد تصل 18 مليار دولار. وأدى الإعصار إلى خفض إنتاج الولاياتالمتحدة من النفط الخام ومشتقاته بمقدار الربع، وأغرق مدينة غالفستون بالمياه كما ضرب هيوستون رابع أكبر مدينة أميركية فحطم الواجهات الزجاجية لناطحات السحاب ناثرا الحطام في الشوارع. وقال ديفد بواليسون المسؤول الإداري لوكالة الطوارئ الاتحادية إن الإعصار تسبب في دمار كبير بولايتي تكساس ولويزيانا. وتشير تقديرات أولية قامت بها شركات التأمين إلى أن الخسائر قد تصل ما بين ثمانية وثمانية عشر مليار دولار. وقد قذف الإعصار بالقوارب في غالفستون إلى خارج البحر لتعطل السير على الطريق الرئيسي بالمدينة، لكنه استثنى مسار السفن الرئيسي. كما أفلتت مصافي النفط بالمنطقة من الغرق تحت مياه البحر والتي كان من المتوقع أن تسببها الأمواج العاتية التي يدفعها الإعصار. وقال وزير الأمن الداخلي مايكل شيرتوف إن الإعصار تسبب في أضرار كبيرة لشبكات الكهرباء بالمنطقة, مشيرا إلى أن إصلاح الأضرار قد يحتاج أكثر من شهر. وأدى آيك إلى أكبر انقطاع للطاقة بالولاياتالمتحدة في ثلاث سنوات، وإلى رفع أسعار البنزين إلى نحو خمسة دولارات للغالون في بعض المناطق حيث يتم ضخ معظم منتجات النفط إلى المنطقة من خليج المكسيك عبر خطوط الأنابيب. ويُعتبر ذلك الإعصار الأقوى منذ ضرب كاترينا مدينة نيو أورليانز عام 2005، وأدى إلى إحداث دمار قدرت خسائره ب 68.5 مليار دولار بولاية لويزيانا.