تجددت اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين وجنود الاحتلال على سكان قرى جنوب شرق نابلس التي كانت مسرحا لحملة شرسة وحملات دهم واعتقالات, عقب عملية نفذها شاب فلسطيني ضد مستوطن. فقد اقتحم مئات المستوطنين , مصحوبين بعشرات الجنود, قريتي عصيرة القبلية , ومأدما ,فجر ا، بحجة البحث عن شاب قام بطعن فتى مستوطن وحرق منزلا في مستوطنة شلهفيت القريبة من مستوطنة يتسهار المقامة على أراضي تلك القرى . وقال رئيس المجلس القروي لعصيرة القبلية ، حسني الشريف, إن أكثر من أربعمائة مستوطن , محروسين بعشرات الجنود , داهموا القرية ، واعتدوا على الأهالي ومنعوهم من التجوال، وحطموا نوافذ المنازل بعدما رشقوها بالحجارة وفتشوها بشكل تعسفي. وأضاف الشريف أن المستوطنين اتخذوا من طعن شاب فلسطيني لفتى من مستوطنتهم ذريعة لهم كي يهاجموا القرية، حيث حشدوا سكان مستوطنات مجاورة , واقتحموا القرية, وداهموا المنازل , وأخرجوا سكانها. وقام الجنود بإطلاق نيران كثيفة أثناء عملية الاقتحام ، مما أدى إلى إصابة أكثر من ستة مواطنين بجروح مختلفة، حيث نقل بعضهم لمستشفى رفيديا بنابلس لتلقي العلاج. وهذه ليست أول مرة يعتدي فيها المستوطنون القاطنون في مستوطنات شرق نابلس , وخاصة مستوطنو يتسهار، على أهالي القرى الشرقية المحاذية لتلك المستوطنات. فقبل أشهر قليلة , أحرق المستوطنون أكثر من مائتي شجرة زيتون , إضافة إلى آلاف الدونمات من الأراضي المزروعة بالقمح والشعير، كما قاموا بتحطيم وجرف بئر الماء الوحيد الذي يشرب منه المواطنون في تلك القرية. وحسب المسؤول الفلسطيني, فإن مستوطنة يتسهار , التي أقيمت على أراضي القرية منذ عام, 1982 صادرت أكثر من ثلاثة آلاف متر مربع من أراضي القرية من أصل 14 ألف متر مربع هي مساحة القرية الإجمالية، ومنعتهم من زراعتها أو الاعتناء بها. من جهته, قال أحد سكان قرية مأدما القريبة من قرية عصيرة القبلية , إن قوات الاحتلال شرعت بإقامة نقاط عسكرية على مدخلي القرية ومخرجيها إثر عملية طعن المستوطن، وأخذوا يفتشون الداخل والخارج. وأضاف أن الجنود الإسرائيليين اعتلوا جبلا يشرف على قريتي عصيرة ومأدما ، وأخذوا يطلقون النار على المواطنين، مما أدى لإصابة سبعة مواطنين. وذكر المواطن الفلسطيني أن سكان مستوطنة يتسهار يعتدون باستمرار على أهالي القرية بتخريب آبار المياه، والاعتداء على رعاة الأغنام وسرقة أغنامهم، مذكرا بأنه قبل فترة وجيزة اقتحم جنود إسرائيليون القرية مرارا دون مبرر أمني , وإنما في إطار عمليات تدريب.