دعا المشاركون في أشغال ورشة بطرابلس نظمت أخيرا حول أوضاع المهاجرين الأفارقة بأوروبا إلى تنظيم هؤلاء المهاجرين في منظمات أهلية وجمعيات مرخّص لها «من أجل التأثير في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في أوروبا والعمل على انضواء هذه المنظمات في إتحاد عام على مستوى الإتحاد الأوروبي». ودعت التوصيات التي أصدروها في ختام أشغال الورشة، التي نظمها الملتقى العام للمنظمات الأهلية العربية والإفريقية، إلى تشكيل لجان لإحصاء المهاجرين الأفارقة بأوروبا وتصنيفهم من حيث الهجرة الشرعية وغير الشرعية، ومن حيث القدرات والكفاءات، مؤكدة على ضرورة إحداث موقع إلكتروني للتواصل بين هؤلاء المهاجرين. كما دعت التوصيات إلى العمل على تأصيل الثقافة الإفريقية وتوجيه وسائل الإعلام الإفريقية إلى مواكبة فعاليات المهاجرين وأنشطتهم من لقاءات وملتقيات للتواصل فيما بينهم في كافة أنحاء العالم. وأكدت هذه التوصيات من جهة أخرى على ضرورة وضع خطة تكفل تواصل المهاجرين الأفارقة من أجل إقامة تكتل إفريقي في أوروبا يحمي حقوقهم واندماجهم التام في المجتمعات الأوروبية اجتماعيا وسياسياً واقتصاديا مع الحفاظ على الهوية الإفريقية الأصلية. ونصت أيضا على ضرورة دعم المهاجرين الأفارقة المقيمين بصفة شرعية أو غير شرعية في أوروبا والعمل على حل مشاكلهم من خلال توفير إقامة كريمة لهم في أوروبا أو تأمين عودتهم الحميدة إلى إفريقيا للإسهام في نهضتها. وأوصى المشاركون في الورشة أيضا بالاهتمام بالشباب الإفريقي المهاجر في أوروبا من خلال تأسيس منظمة خاصة بهم، ترعى شؤونهم وتستوعب أنشطتهم وتفتح المجال لإبداعاتهم وتطلعاتهم والاهتمام بالمرأة الإفريقية المهاجرة والعمل على تأمين مصادر رزق للنساء الإفريقيات في دول الإقامة ووضع برامج عمل لأطفال الأفارقة المهاجرين تعمل على نشأتهم على حب أفريقيا والولاء لها. ودعت التوصيات في الختام إلى إنشاء منتدى إفريقي أوروبي للحوار ومد جسور التعاون والتضامن بين شعوب القارتين، بالإضافة إلى إقامة أربع ورشات عمل للتحضير للمؤتمر التاريخي للمهاجرين الأفارقة في أوروبا في كل من لندن وباريس وبروكسل ومدريد.